نعم، قرار تغيير المرحلة التشريعية الجديدة في أيديكم، وأقول المرحلة التشريعية الجديدة ولا أقول الدورة التشريعية الجديدة، لأنها تأتي بعد مرحلة صخب وتجادل كبير وتغيير ملحوظ في المشهد السياسي يبقى الشباب فيه هم الجندي المجهول وهو الضحية في الوقت نفسه، وهو ما يجب العمل على تغييره كخطوة أولى يقوم بها مجلس الأمة الجديد، يجب أن يحصل هؤلاء الشباب على حقوقهم وأن نهتم بأفكارهم وتطلعاتهم وأن نقوم بتأهيلهم التأهيل الكافي لتولي دفة القيادة والسير إلى الأمام، فالمجلس الجديد تواجهه العديد من التحديات: أولها إثبات الذات وتحقيق مطالب الشعب والتعبير عن همومه واحتياجاته، ثانيها المرور بالبلاد من مرحلة عنق الزجاجة إلى مرحلة التقدم والتطور والتنمية الحقيقية التي يشعر بها المواطن على أرض الواقع، وثالثها استخدام التشريع في موضعه الصحيح، فلا يكون فقط لتصفية الحسابات وخلق الأزمات وإنما لسن القوانين والتشريعات التي تضع الحدود وتحاسب المقصر وترسم الإنجازات وتمهد الطريق أمام التقدم عبر بوابة الزمن وركب الحضارة، رابعها على الرئيسين (الأمة والوزراء) مهمة كبيرة وهي أن يحقق ما يرجوه فيه الكثير من تحقيق التوازن ولم الشمل والدعوة إلى التكامل وليس التناقض، والأهم من ذلك قوة العمل وقوة القرار والتعبير عن متطلبات المواطنين والعمل على إشراك الشباب وفتح بوابات الحوار والتعاون معهم.
إن هذا هو الرهان الكبير على المجلس القادم، وسيبقى الرهان متوقفا على المجلس الجديد كي يثبت نفسه ويفي بمطالب الشعب الكويتي واحتياجاته، وهنا الشعب هو الذي سيقرر، فبطبيعة الحال إذا أحسن المجلس أيده الشعب ووقف بجانبه والعكس بالعكس، فقرار التغيير بيدك عزيزي القارئ، أعمل من أجله أو لا تتذمر وتندم في القادم من الأيام.
نعم، الشعب هو الذي يقرر المصير ويكمل الدائرة المفرغة وينهي حالة الجدل الدائرة منذ فترة ليست بالقصيرة، هنا تبدأ المرحلة الجديدة والرهان الكبير، وعلى المجلس القادم أن ينتبه أن أمامه فرصة قوية لإثبات كفاءتهم وقدرتهم على الإنجاز وتحقيق التغيير المطلوب، وهل سيختلف الوضع؟، أم أن ما يحدث فيه الكثير من التناقض والبعد عن الحيادية والموضوعية واستخدام الهوى في الحكم، فهذا يجوز لأنه على طريقتي وهذا لا يجوز لأنه يخالفني الرأي، القواعد القانونية والشرعية عامة مجردة بغض النظر عن الشخصيات والاعتبارات، أعتقد أن الرسالة وصلت ولا تحدثني عن نظرية المؤامرة وعن المخططات الخفية، فالمبادئ ثابتة لا تتغير.. الآن استدارت مزاولة الوقت إلى الكويت وشعبها ومجلسها وحكومتها القادمتين الجديدتين ويجب أن يدرك الجميع خطورة المرحلة، وأن نعي بأننا في مفترق الطرق ويجب أن نتقدم للأمام ونثبت للكويت مكانتها ووضعها الملائم لها ولقدسيتها في قلوبنا، دعونا من المصالح والأهواء الشخصية وليعمل كل في مكانه من أجل رفعة ومكانة هذا الوطن الحبيب.
نعم، الكل مستاء من الوضع بشكل عام، والكل يتحدث من منظوره المحدود أو الواسع، وهذا أمر طبيعي، اننا في الكويت مسيسو السياسة كما يقال، وبما أننا مسيسو السياسة لدى سؤال كما لدى الكثيرين عن أحوالنا، وأين نحن سائرون؟!