الكل يترنم في كلمات عنوان المقال «لست متفائلا»، سواء أكانوا أفرادا ينتمون إلى السلطات الثلاث أو من الشعب المغبون على وضعه الذي لا يحسد عليه كما كان في السابق، من هذا التشاؤم والإحباط والغبن الذي يعيشه شعبنا الأبيّ والوفي والكريم، أكتب هذه الرسالة إلى الأفاضل نواب الأمة الكرام، يا نوابنا الكرام، إن السلطة التشريعية في كل بلد تعمل ككتلة واحدة، لأن الإنجاز يحسب للمجلس ككل وليس لفرد بعينه، وهذا الأمر كان حال مجالسنا السابقة قبل القرن الواحد والعشرين الذي يفترض فيه العمل الجماعي يكون هدف الشعوب وتطلع الدول، لكن الحاصل في أروقة مجلسنا الحالي لا يمت لأي سلطة تشريعية في العالم.
قد يقول البعض هناك مجالس، والعياذ بالله أن يكون مجلسنا مثلهم، وقد أتفق معه لكن الأمر لا يتعلق بالصراخ والتشابك والسب والقذف والحقد والنميمة وغيرها من الأفعال المشينة، الذي أتكلم عنه هو تقديم المشاريع والأفكار وأيضا الأسئلة والاستجوابات وتشريع القوانين المفيدة التي تحفظ حقوق الشعب، لكننا نرى أن نوابنا الكل يعمل وكأنه في مملكته الخاصة لا يشارك البعض ولا يترك البعض يعمل بأريحية بل يزاحم زميله النائب في كل شيء حتى أصبحت الأمور وكأنها غيرة وليست منافسة شريفة، فالبعض يقول للآخر ما لا تستطيع أناملي طباعته فكيف باللسان أن يذكره، أنا هنا مراقب قد أخطئ نوعا ما لكن أنت ممثل أمة ليس هذا فقط، بل على عاتقك رسالة وضعها الأولون ويجب عليك توصيلها للاحقين كما استلمتها نقاء وصفاء وإخاء.
أيها الأفاضل، إن شعوب المنطقة في السابق كانت تتطلع لأن تنتقل تجربتنا الديموقراطية إليهم، لكن بعد كل هذا التنافر والتجاكر والتلاعن والتلاسن، ما أعتقد أنهم في لهفة على ما نحن عليه الآن بل أصبح البعض يقول إنها «عيوننا التي لم تصل على النبي عندما غبطناكم» على هذه الحياة الجميلة في تطلعاتها ومنابرها وتعاليها، نعم كانت الحياة الديموقراطية عالية في السابق، أما الآن فانظروا للإنجازات، إنها أقل بقليل من الإخفاقات، فهل تتفقون معي على هذا الرأي؟
نعم، تتفقون لأنكم أعلم وأدرى منا بحالكم، وكما ذكرت أنا مراقب قد أخطئ، فهذا الأمر يعطيكم فرصة للتفكير قبل الرد الذهني الذي تفكرون به الآن، أنا لم أتردد في الكتابة لكم، فهل أنتم مستعدون دون تردد لإسعادنا كشعب يتطلع لمستقبل أفضل على أيديكم الكريمة؟!
والأمر الآخر الذي أود أن أذكركم به هو التنافس على اللجان، بل بعضكم يلجأ للحكومة طلبا في مساعدتها في تلك اللجان!
إن اللجان في البرلمانات لا تكون تقسيماتها على ما أنتم عليه بل تكون على أصحاب التخصص، بل وبعض البرلمانات تأخذ بالتخصص الدقيق وليس كما عندكم «شيلني وأشيلك».
أيها الأفاضل، أتمنى لكم دور انعقاد سعيدا ومديدا على الرغم من أنني لست متفائلا كما كنت في السابق، والله أعلم.