في الوقت الذي تعيش الكويت عرسا وطنيا بمناسبة عيدي الاستقلال والتحرير، وتسود فيه أجواء الفرح والسعادة ونشهد ارتفاع الحس الوطني بين أبناء الوطن من كافة الفئات والشرائح، تلك الفرحة بذكرى الخلاص من محنة الاحتلال الغاشم الذي وضع الكويت في موقف لا تحسد عليه بعد أن تعرض أبناؤها للتنكيل من أشقائهم المقربين، نعم نفرح كثيرا لما ساد من تلاحم وترابط بين أبناء الكويت في تلك الفترة، فها هي الكويت تعيش أعيادها الوطنية بنشوة العزة والكرامة وتحتفل بأبنائها الذين كانوا نموذجا مشرفا للشعوب، لكن المؤلم في الأمر أن يجد البعض نفسه بمنأى عن تلك الأجواء ليحاول أن يرمي شباكه في الماء العكر، لا لشيء فقط ليحاول أن ينال من خصمه السياسي الذي شاركه المحنة وتكاتف وتعاضد ودافع واحتفل بالنصر والتحرير معه.
نحن أبناء الكويت كغيرنا من أبناء القومية العربية اعتدنا أن نحتفل ونحفل بضيوفنا كما شهدنا أجدادنا وآباءنا يحفلون، وتزداد لدينا الحفاوة بالضيف حين يكون قائدا أو زعيما فيقال بمواقفه الشعر وتنظم بخصاله القوافي، وكما العادة هناك دائما من لا يروقه الأمر، لكنه في الماضي كان يلوذ بالصمت أو يجنح لبعض مقربيه ليبث السم في آذانهم، أما في عصر «السوشيال ميديا وبرامج التواصل» فقد تطور الحال وأصبح البعض يجند الحسابات الوهمية والذباب الإلكتروني لمهاجمة الخصوم، فنجد التعليقات ذاتها تتكرر، تتكرر بأخطائها وألفاظها ومواقفها، فصاحب الموقف واحد لكن الحسابات عديدة، تقول لهذا البعض إن أهل الكويت أذكياء وأنا أوافقك الرأي، ولأنهم أذكياء كان عليك أن تدرك أن الحسابات الوهمية التي تديرها لن تنطلي على أي منهم، ولن يصل إلى نفوسهم ما تبثه من أنفاس غريبة، ولتعلم أن ما فعله الرشدان في حفل السفارة لا يمثل سوى ارتباط وامتثال لشيم العرب الأجداد في إكرام الضيف لم ينقص في شيء ولم يزد، كما أن ابن رشدان نظم قصيدته وألقاها لمن يستحق أن يقال به الشعر فهو قائد وممثل أول لهذا الشعب الذي يحاول البعض بث سمومه بقلبه، ولم يأت ابن رشدان في قصيدته على الأمور السياسية التي هي موطن الخلاف، إنما ذكر للغانم موقفا تغنت به وصفقت له كل الشعوب العربية والإسلامية، موقف ليس ابن رشدان وحده من يفخر به ويتغنى بل علينا نحن الكويتيين جميعا أن نفخر به ونعتز، من لا يذكر من العرب موقف مرزوق الغانم من صفقة القرن، ومن لا يذكر من العرب كيف عرى مرزوق الغانم الوفد الإسرائيلي وجرائمه في حق أبناء فلسطين وأخرجهم من القاعة أذلاء صاغرين.
فلتعلم يا هذا... أن مواقف رئيس مجلس الأمة لاسيما ما تم ذكره في قصيدة ابن رشدان هي مصدر فخر لكل كويتي مخلص، بل كل عربي أصيل وإذا لم تكن أنت وغيرك كذلك فما عليكم إلا مراجعة طبيب نفسي، لأن كلا من المادح والممدوح علمان يشهد لهما القاصي والداني ولن يؤثر على أي منهما جيش الذباب الإلكتروني وصبيتكم الأشقياء، واعلموا أيها المندسون أن كل مواقفكم مفضوحة وأسلوبكم أيضا مفضوح وكون لكم العداء من قبل الكثير من أبناء الكويت، لا بل نال خصومكم التعاطف الكبير نتيجة لما تقومون به، فما عليكم سوى الركود وترك الطعن في الآخرين، واتركونا لنعيش الفرح بكويتنا الحبيبة.