عزيزي القارئ، هناك مثل شامي قديم يقول: «الابن البار في والديه لا تخاف منه ولا عليه»، ونحن لسنا خائفين لا منك ولا عليك يا رئيس مجلس الوزراء الجديد معالي الفريق أول م.الشيخ أحمد النواف، لأنك الابن الذي يحرص دائما على رضا والديه، هذا ما عرف عنك بين الكويتيين الذين يتساءلون فيما بينهم عندما طرح اسمك قبل شهر كرئيس للحكومة، فالكل يدلو بحكاية تشرف من قالها، فما بالك بمن قيلت فيه، وجميع الحكايات تتحدث عن بر الوالدين، فهنيئاً لك يا رئيس الوزراء بهذه الصفة الجميلة.
نرجع عزيزي القارئ لحكاية أهل الشام: «يروى أنه كان لأحد الناس ولد بار به، وكان هذا الابن يحرص دائما على رضا أبيه، وعرف الابن بين الناس ببره العظيم بوالديه فأخذ الناس يتساءلون فيما بينهم عما يفعله هذا الابن حتى أصبح مثالا يحتذى به في البر بالوالدين، وذات مرة قابل أحد الناس والد هذا الابن البار وسأله عن سلوك ابنه معه، فأخبره الوالد بأن ابنه إذا سار معه في النهار سار خلفه احتراماً وتقديراً، وإذا سار معه في الليل فإنه يسير أمامه ليرشده إلى الطريق».
وهذا هو التاريخ يعيد نفس القصة على أرض كويتنا، ولد بار بوالده لم يفارقه ولم تلهه مظاهر الدنيا وزخرفها عن أبيه، يصلي بجواره، ويقرأ معه القرآن ويدعو له، ويقوم بواجبه في كل الأحوال على خير ما يرام، ولذلك نحن لسنا خائفين على كويتنا الحبيبة من المرحلة المقبلة فكلها خير بمشيئة الله.
رئيس الوزراء: كانت الفترة السابقة التي مرت بها البلاد ضبابية الرؤية والتخمين، وكانت تلك الفترة الصعبة وما صحبها من تكهنات وآراء وتمنيات ليس من حق الجميع تجاهلها ونسيانها، بما فيهم أنت أيها الأحمد، لأنها بمنزلة الخط الواضح للعمل السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، التربوي والإداري في الفترة المقبلة لحكومتك الرشيدة.
كما تعلم يا شيخ أحمد، إننا في غبن تجاه الحكومات المتعاقبة! التي ترسل إلى هنا وهناك أموالنا وأموال أجيالنا ونحن بمحك الخط الأول من الاحتياج ليس للمال فقط إنما للبنية التحتية من جامعات ومدارس وأبنية لوزارات السيادة في الدولة، ناهيك عمن جاء في قول بعض العلماء: نعمتان «صحة في الأبدان وأمن في الأوطان» لا صحة متطورة ولا أمن منضبطا، نعم نحن نفتقد كل هذه الأمنيات، والتمنيات المطلوبة من العهد الجديد بأن يأخذها بعين الاعتبار ويعلم أن الدولة والشعب الكويتي هما الباقيان على العهد، أما من تطعمه الدولة من منح ومساعدات كثيرة فإنهم ناكرون جاحدون مستكبرون علينا كشعب وعلى دولتنا كحق وهذا التاريخ القديم والحديث والحاضر والمستقبل يشهد على ما أقول، أيضا نتمنى من الحكومة الرشيدة أن ترفع يدها وضغطها على المجلس ونوابنا الأفاضل الذين أصبحوا بين مطرقة الحكومة وسندان الشعب، ترفع يدها لكي يعمل المجلس مجردا من المناقصات والتنازلات والجنسيات التي تمنح لبعض الأشخاص الذين قد يسيئون للدولة في المستقبل القريب لأنهم أخذوا المسمى وتركوا الولاء لصاحب الفضل عليهم وهو النائب وليس الدولة والأرض والحكومة ممثلة بالأسرة الحاكمة.
الشيخ أحمد النواف، أتقدم لكم بطلب واحد فقط ألا وهو التعاون بين الحكومة والمجلس والسياسيين والتجار وكبار القوم، وتهدئة الأمور، فالبلد تعب والشعب تعب.
إذن ما الحل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟، الحل بأيديكم يا رئيس الوزراء، ولن يكلفكم شيئا فقط التسامح والتعاون فيما بينكم، يقول عز من قال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) «آل عمران 103».
وأخيراً، دعاؤنا لشخصكم البار: حفظك الله ورعاك وسدد خطاك، وهيأ لك البطانة الصالحة، وأعانك على القيام بمسؤولياتك الجسيمة، ووفقك لما فيه خير البلاد والعباد.