مباشرة ودون أي مقدمات أجد أن أهم ما يمكن الوقوف عليه في الموقف الراهن والأزمة الحالية، هو كيفية استثمار هذا التكاتف الشعبي المشرف، والذي يبرز المعدن الأصيل للشعب الكويتي، ويبرهن على قيمة التعاضد الشعبي والتلاحم بين أبناء الوطن من أجل مواجهة الصعاب. نعم هو أمر طيب أن نكون على هذا القدر من المسؤولية ونكون على هذا القدر من المؤازرة والتكاتف بين المواطنين والجهات المسؤولة، ولكن الأهم أن نستثمر هذه الروح الخلاقة فيما هو آت لنستطيع من خلالها تحقيق أهداف التنمية لنا وللأجيال القادمة ولمستقبل الكويت، هذا هو العنصر المهم والحيوي الذي يجب التركيز عليه الآن، فلا يجب أن تخبو هذه الحماسة الشعبية والوطنية التي قدمت صورة مشرفة عن المواطن الكويتي، وبرهنت على النية الحكومة ومؤسساتها على الإصلاح، والمضي قدما نحو محاربة الفساد والمفسدين من أجل مستقبل هذا الوطن، ولنستعرض سريعا بعض الملامح العامة في غيمة الإصلاح التي ظللتنا في وقت متزامن مع أزمة الأمطار الحالية.
غيمة (1): مشهد مشرف:
مشهد مشرف لرجال الحرس والجيش والإطفاء والطوارئ والشرطة، وجميع الجهات المسؤولة في الدولة، جنبا إلى جنب إلى كل المواطنين والمقيمين على أرضها الطيبة الذي نزلوا إلى الشارع للمساعدة والمساهمة في مواجهة الأزمة، فكانت النتيجة تقليل الخسائر بشكل كبير، وكان المشهد في تعاضد شعبي بين مؤسسات الدولة ومواطنيها ومقيميها في صورة تدعو إلى الفخر والى الاطمئنان إلى أن هذا البلد له رجال يعرفون كيف يقفون ويصدمون ويتعاضدون في وقت الشدة، وهذا هو المطلوب في الضراء وكذلك في السراء، فتماسكنا وترابطنا وتعاضدنا هو سر قوتنا، وهو كلمة السر في مستقبل الكويت ومستقبل الأجيال القادمة.
غيمة (2): غيمة الرئيس:
غرفة العمليات التي شكلها السيد رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك لمواجهة الأزمة الحالية، أكدت على عزم الحكومة الكويتية على القيام بواجبها الوطني لتحقيق رؤية صاحب السمو على أكمل ما يكون، وهي خطوة لمس صداها جموع المواطنين الكويتيين خلال الأيام الماضية، وهذا هو ما نبتغيه، فليس بين المواطن والحكومة أي ضغينة وعداء، وحينما تقوم الحكومة بما عليها تجاه مواطنيها، ويستشعرون الجهود المبذولة من مؤسساتها ومسؤوليها، يكونون أول المساندين والمؤيدين، والواقفين للمساعدة في شوارع الكويت وميادينها، وهذا ما أكدته الأيام الماضية، وندعو الله أن يوفق السيد رئيس الحكومة في مساعيه للقضاء على الفساد هو وكل جهازه المعاون، فكما أكد سيادته أنه لا يستطيع مواجهة الفساد وحده، بل لابد من تعاضد الجميع من أجل مكافحة ظاهرة الفساد التي تهدد حاضر الكويت ومستقبلها، وكلنا ثقة فيكم.
غيمة (3): محاسبة المفسدين:
لا يجب أن ننسى في غمرة الطوفان أن الإصلاح لا يكتمل ولا يخطو على الطريق الصحيح، إلا بمحاسبة المفسدين والمرتشين والمتلاعبين والسارقين لأموال الكويت، لأن من أمن العقاب أساء الأدب، ويبدو أن هؤلاء قد أمنوا العقاب لدرجة أنهم قد فجروا في السرقة والاختلاس والطغيان، فالطرقات والأرصفة تتطاير، والخدمات والمرافق العامة دون المستوى، لذا فلابد كي نستشعر الإصلاح الحقيقي يا سيادة الرئيس أن تتم محاسبة ومعاقبة المتسببين والمفسدين، لأن هذا ما يريح الناس ويرضيهم، ويجعلهم أكثر ثقة في خطوات سيادتكم المباركة بإذن الله في الإصلاح ومحاربة الفساد، فلا إصلاح بدون مراجعة ومحاسبة وبداية صحيحة على كل الأصعدة والمستويات، وتكفينا كلمة ووعد سيادتكم من غرفة العمليات «أن كل من أخطأ يتحمل خطأه».
غيمة شعرية:
يا ناس زيدو من مدح الرجاجيل الأبطال
من حرس وجيش وإطفاء وطوارئ وشرطة
يستاهلون المدح والشكر أشاوس الرجال
وقت الحزايز كلنا تعلى وثوب التراخي قطة
غيمة أخيرة: «لقد أظهر أبناء الشعب الكويتي تآزره وأصالته في السراء والضراء، وتماسكه في وحدته الوطنية»، هذه هي كلمات العود ربي يحفظه ويرعاه، وهذه هي الخلاصة يا سادة.