إخواني الكتاب والمفكرين والمبدعين لا تكسروا أقلامكم ولا تيأسوا ولا تستسلموا، لتيارات الضحالة والفكر السوقي والأفكار المشوشة والهدامة، فالأقلام لم ولن تفقد قيمتها، ولن تموت تحت أقدام الحداثة، فالقلم لا زال ينبض بالحياة، ولا زال يحيي الشعوب، ويبني الأمم ويصرخ في الضمير البشري، ويدافع عن الحقوق، ويقف أمام المستبدين والظالمين، ويعيد الأمور الى نصابها كلما دعت الحاجة إلى ذلك، فلا تفقدوا الأمل رجاء، ولا تكسروا أقلامكم الحرة ولا تدعوها تضيع أدراج الرياح.
إخواني الكرام من الكتاب والمفكرين لا يغرنكم غثاء السيل من الوسائل والأساليب الحديثة التي قد يبدو طغيانها واضحا وهيمنتها مؤكدة في الوقت الحالي، فهي بالقدر ذاته توشي بضحالتها وسطحيتها وقشريتها، وعما قريب كغيرها من الوسائل ستقبع في موضعها الحقيقي، وتبقى لكلمة الرأي والفكر ثقلها وكبرياءها وكرامتها وتأثيرها، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح، ولا يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس ويبني الأمم ويقيم الحضارات الزاهرة.
إخواني الكرام لا تعبأوا بكثرة المارين في دروبكم، وكثرة المنتمين الى حقلكم، والراغبين في امتهان الكتابة مثلكم، فإنما هو دليل لكم على قيمة الكلمة وعلو شأنها، وعظمة تأثيرها ومن ثم فالكل يتسابق ليدخل الى مجالها، ويريد أن يكون من أهلها في دروب القلم والصحافة والكلمة المطبوعة ذات التاريخ والتأثير الكبير والسمعة المجيدة كونها السلطة الرابعة التي تمثل الرقابة الشعبية وضمير الأمة.
إخواني الكرام لا تلقوا أقلامكم فليس هذا سباقا تتركونه ليتولى رعاية الكلمة من لا يستحق ومن لا يمتلك الفكرة والرأي، ولا تنزعجوا فبرغم كثرة الغث من المعروض، ففي النهاية ستغرق كل الأقلام الهشة ذات النوايا التجارية على المنصات المستحدثة، وتبقى الأقلام الصادقة ذات الكلمة الرفيعة والهدف السامي، والقضية الحقيقة لرفعة وكرامة ورقي بني الإنسان في كل زمان وفي كل مكان.
إخواني الكرام من الكتاب والمفكرين أنا لا أتنبأ بالغيب ولا أقرأ الفنجان، وإنما ببساطة شديدة أتفحص التاريخ واتفهم العبر والمعاني، لأعطي نفسي حقها الكامل في أن تستمر في رسم طريقها على دروب الكتابة رغما عن سباقات «الهاشتقات» والصراعات المزيفة والسباقات المحمومة التي تضع الناس في موازين الكم لا الكيف، وتضيع مكانة الكتابة والكاتب والكتاب.. أتمنى أن تصل الرسالة.
أرجوحة:
لم ولن تموت الأقلام وما هز العالم من أحداث في الآونة الأخيرة، أثبت كيف تخشى الأنظمة أصحاب الكلمة، فالكلمات لا تموت، بل تحلق في سماء الحرية دوما، فاكتبوا وأنصروا اخوانكم المقترضين المعسرين ولا تنسوا مناصرة اخوانكم المستحقين من الكويتيين البدون، ونختم بقوله تعالى (بل سولت لكم انفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) (يوسف 18).
[email protected]