يقال إن حكومة الخصخصة ستخصص كل شيء في الديرة، حتى الفقع لم يسلم من مشروع حكومة الخصخصة، والفقع لمن لا يعرفه نبتة تشابه البطاط مع اختلاف الملمس والطعم، كلاهما ينبت تحت الأرض على شكل نواة ثم تكبر، حيث يستطيع الإنسان تقشيرها للحصول على الجزء المناسب للطبخ، أما من يعرف هذا النوع العجيب الساحر فنقول له إن الحكومة ستخصص أرض السالمي والشقايا لإحدى شركات «العم»، حيث ستعمل في كل عام من شهر أكتوبر إلى فبراير على تحويط الأرض وعدم السماح بالاقتراب منها، وفي شهر فبراير يتم حصد الفقع ويوزع على النحو التالي: 40% للبيع المحلي ومثلها إلى السعودية، أما الباقي فسوف يصدر إلى دولة قطر، هذا ما قاله لنا المسؤول الكبير مردفا بأن المناقصات ستقتصر على عائلات بعينها، وهي ذاتها التي ستخصص لها الكويت برمتها حسب المعطيات الحالية التي نراها من «عمام» لا يملكون القدرة على الإدارة، فأرادوا أن يستريحوا ويستفيدوا من خلال خصخصة الكهرباء والماء والتعليم والصحة والأمن والإعلام وخيرات البحر وخيرات البر من الفقع، فقلنا: معقولة؟ فجاء الرد: ليش لا!
أيها «العمام» إن دوام الحال من المحال، فإذا كان الشركاء في وفاق اليوم فإن المشاكل ستحصل عما قريب إما بينهم أو بين أبنائهم، فلا تجعلونا نتقاتل ونتفرق وتذهب ريحنا.
تقول الحكاية بأن خلافا حصل بين أبناء عشيرة «معط» بعد أن فقدت العشيرة شيخها وذريته في إحدى الغزوات، وكان الخلاف على طيب وكرم، حيث جاء ضيف إلى مضارب العشيرة فتقدم مجموعة من الوجهاء مطالبين بأن يحل الضيف عندهم، ودب خلاف بينهم على حق الضيافة، وبعد المفاوضات تم الاتفاق على أن الضيف سيحل عند من يملك الحلال الأكثر، فاستقر الوضع على بيت صرباخ، وبدأ يكرم الضيوف حتى نقص حلاله، فأتى حسدان وقال حلالي أكثر ولا بد أن يحل الضيف عندي، وبمرور الوقت كانت المسألة تتكرر بين حين وآخر، وبدأ السواد الأعظم من الناس يتنقل من معط إلى آخر، وكان بينهم بعض العقول التي تجمع الأموال وتتشارك فيها حتى جمعت ثروة لا يستهان بها، وقلبت الطاولة على كبار رجالات العشيرة ودب الخلاف بين الخصوم، كل منهم يقول أنا الكبير «بفلوسي»، فدارت معارك طاحنة حتى هجر أهل العشيرة أرضهم وحل فيها غرباء، ووفقا لنتائج التحليل تبين أنهم لا يمتون للأرض بصلة، إضافة لما تمخضت
***
أرجوحة الشيخ المبارك: تشرف رواد ديوان الوحدة الوطنية (ديوان المعطش) بزيارة الشيخ مبارك عبدالله المبارك، هذا الشاب صاحب الرؤية الاقتصادية الفذة، صاحب الخلق الجم، صاحب المنطق الحميم والروح الهذبة، لقد رسم الأثر بعدك يا شيخ روح والدك الطاهرة، هذا وسنتذكر معكم محاسن الشيخ عبدالله المبارك في القادم من المقالات.
وأخيرا: يقولون غدا سيحدد مصير الكويت ومن فيها، «ربي جيب العواقب سليمة وسلم كل مريض وشافه وعافه واحفظ شيخنا وبلدنا ومن فيها»، يا رب إننا لا حول ولا قوة لنا دونك فأرشدنا الى درب الخير واحفظنا.