من الشخصيات التي رسمت ملامح دولتنا الحبيبة الكويت هو الشيخ عبدالله المبارك أصغر أبناء حاكم الكويت صقر الجزيرة الشيخ مبارك الصباح، لقد رسم الشيخ عبدالله حياته بيده وخط طريقه للمجد منذ أن كان طفلا، فتعلّم في سنواته الأولى في الكتاتيب وبعدها التحق بالمدرسة المباركية حتى أجاد القراءة والكتابة وبعضا من أمور الدين، وبما أنه كان حازما وجازما منذ نشأته كونه فقد والده وعمره لم يتجاوز العام الواحد، فكان يعتمد على نفسه في كل أموره، من هنا تكوّنت شخصية عبدالله المبارك الذي ذاع صيته بين أقرانه فكان صاحب رأي وصاحب عزيمة، أحب بلده وأبناء بلده وعمل على حراستهم وهم نيام في بوابة الشامية وعمره لم يتجاوز الثالثة عشرة.
ليس هذا فحسب، بل عمل على راحتهم عندما التحق بمديرية الأمن وتولى مسؤولية مكافحة التهريب وشؤون أهل البادية، وعندما توفي الشيخ خليفة العلي عين الشيخ عبدالله مديرا لدائرة الأمن العام وكان عمره آنذاك 28 عاما.
لقد خدم الشيخ عبدالله بلده بكل أمانة وإخلاص، فعلى يده الكريمة أنشئت إدارة الجوازات والسفر وإدارة الطيران المدني، ويعد من الأشخاص الذين وضعوا قواعد بناء القوات المسلحة وأشرف عليها وتولى القيادة العامة للجيش، كما أعلن خطة إنشاء خفر السواحل وأشرف على إنشاء ميناء الأحمدي، وتولى مهام نائب الحاكم الشيخ عبدالله السالم الصباح، وهناك الكثير من النواحي الثقافية كالنادي الأدبي والاجتماعي، لكنني سوف أعرج على أمر تفرد به الشيخ عبدالله وهو إنشاء إذاعة الكويت في عام 1951، في ذلك العام أتى مبارك الميال للشيخ عبدالله الذي كان يتولى منصب رئيس الأمن العام، وأخبره بأنه يمتلك جهاز إرسال من الممكن أن نستخدمه كمحطة إذاعية نبث من خلالها أحوال الأمن ونتواصل مع الشعب لنبلغه بكل ما هو جديد أولا بأول، استحسن الفكرة، رحمه الله، ودعمها بل تولى رئاستها، فقال من خلالها نعرّف الشعب بأموره ونطمئنه ونسهر على راحته، أراحك الله يا شيخ عبدالله وغفر لك وألحقك بالصالحين في جنات عرضها السموات والأرض، لقد أفنيت عمرك للكويت وأهلها بكل حب ومودة، لقد رسمت لنا الكويت الحديثة والكويت رسمت اسمها بك، وسيبقى اسمك منارة يتداولها جيل بعد جيل.
أرجوحة، شكر: أحيانا لا تكفي كلمة الشكر، وأحيانا يصعب علينا الثناء لمن يستحق منا الثناء، فمدير الجامعة الأستاذ د.حسين الأنصاري والأستاذة د.سعاد عبدالوهاب عميدة كلية الآداب وجميع زملائي في قسم الإعلام من أعضاء هيئة تدريس أو موظفين ولا أنسى طلابنا الأعزاء أيضا، لأقول للجميع جزاكم الله خير الجزاء لقد كانت ثقتكم بنا لتولي رئاسة القسم للسنة الثالثة على التوالي تاجا على الرأس ما حييت.