قد لا يدرك البعض المجهود الكبير الذي يبذله الأب والقائد الحكيم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، من أجل رأب الصدع الذي بات واضحا في البيت الخليجي، وهو مجهود مبرر تدفعه الكثير من عوامل القلق التي يراها ويبصرها ويعرفها جيدا الأب الحكيم والقائد الماهر، والسياسي المحنك، فالأفق ملبد بالكثير من التغيرات التي تنتاب منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص، بغض النظر عن عنونة هذا التغير تحت مسميات قديمة «كخارطة الطريق» أو «الشرق الأوسط الجديد»، أو مسميات حديثة «كالربيع العربي» أو «صفقة القرن»، وندعو الله ألا تكون هذه الصفقات إحدى الصفقات الاستعمارية التي تعمل على تقسيم جديد للجسد العربي والوحدة العربية، وتؤسس لنظام جديد يهدد مستقبل الأجيال القادمة.
فالواضح جدا أن الأب الحكيم والقائد ذا البصيرة يدرك أمرا مقلقا، ويخاف من عواقب وخيمة على المنطقة بشكل عام وعلى البيت الخليجي بشكل خاص، ومن ثم فهو لا يكف عن السعي الدؤوب لمعالجة هذا الخلل بين الإخوة الأشقاء من أجل عودة الوئام إلى البيت الخليجي، وهو في الوقت ذاته، لا يكف عن إرسال الإشارات إلى الجهات المعنية في مختلف المجالات، من أجل تحذيرها من إشعال نار الفتنة، وما قد يعود من ذلك من خراب على الجميع، فها هي كلماته الرائعة التي وجهها الى المنظمات والمؤسسات الإعلامية من أجل التوقف عن إشعال الفتن بين الأشقاء، لأن هذا الخلاف حتما سيزول يوما ما، لكن ما يحدث في الممارسات الإعلامية الحالية قد ينذر بالخراب، ويبعد المسافات ويشوه العلاقات ويجعل الوئام دربا صعبا مليئا بالأشواك، فاتقوا الله يا عباد الله، فمستقبل الأجيال القادمة ومستقبل المنطقة أهم بكثير من السبق الصحافي والبحث عن الفضائح.
ومن هنا وجب علينا أن نفهم ونعزز هذا الدور الإيجابي لسيدي صاحب السمو الأمير في مساعيه الحكيمة من أجل وحدة الصف الخليجي، وفي الوقت ذاته علينا أن نستفيد من هذا القلق بشكل إيجابي خارجيا وداخليا. خارجيا، بالحفاظ على الدور الإيجابي والمكانة المحورية للكويت في منطقة الخليج والشرق الأوسط والتي يؤكدها ويعززها الأب القائد والحكيم، وهو النهج الذي يضع البصمة المميزة للشعب الكويتي في التراث الإنساني خلف قائد الإنسانية. وداخليا، يجب أن يكون هذا القلق حافزا لكل كويتي من أجل التغيير إلى الأفضل بشكل مستمر، حتى نعطي الكويت المكانة التي تستحقها تحت قيادة الأب الحكيم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي كرر مرارا وتكرارا في محافل عدة «ودي عيالي يرجعون لديرتهم، ما لهم إلا الكويت حضن حنان وعز»، الله يعزك يا صباح العز، غدا أجمل عندما تضف عيالك تحت بشتك، وتلتفت إلى عيالك المقترضين، فليس لهم بعد الله إلا أنت، كم مسحت دموع طفل يوم ناح، وكم خذيت بخاطر العود الضرير.
كل عام وأنت بخير:
(سلام يا دار سلوى ومن سكن فيها، بعيونه الشعب الكويتي وحبه اختاره) اليوم يصادف جلوس قائدنا صباح، رب بارك له وبارك لنا فيه، واحفظه من كل شر ومد له بعمر مديد، وبصوت واحد نقول «مبروك عيدك يا عساك تعيد تذكاره».