أعيادنا في الكويت هي من نوع خاص حيث تجتمع فرحة الاستقلال مع فرحة التحرير، وكلاهما يرسم تاريخا عريقا وعريضا للشعب الكويتي الذي يبقى أيقونة مميزة ودرة منيرة ورمانة الميزان للمنطقة الخليجية، وهو ما علينا أن ندركه ونتفهم خصوصيته حتى نكون قادرين على تحقيق طموحنا بغد أفضل لأجيالنا المقبلة، لأن الاهتمام بهذه الأجيال القادمة لا يكون فقط شعارا نردده، وإنما ينبغي أن يكون فعلا متجسدا في الإخلاص والأمانة والعمل الجاد من رفعة ومستقبل الكويت الغالية.
لقد أثبت الشعب الكويتي من قبل في أحداث الاستقلال ومن بعدها في التحرير أن الكويت ليست أرضا والسلام، وإنما هي أرض السلام ووطن يعيش ويسكن فينا، ومن ثم فلم تستطع قوة مهما كان تسلطها وجبروتها أن تفك هذا الارتباط بين الشعب والأرض، فكانت لنا العزة والكرامة والعودة والتحرير، والآن يجب أن نعطي هذه الأرض حقها وأن نعلم قدرها، حيث إن الصعاب الجسام والمزالق والمخاطر التي تمر بها المنطقة تثبت كم نحن بحاجة الى التمسك بدرب السلام والمحبة الذي ترسمه الكويت تحت لواء سمو أمير الإنسانية وقائدها الشيخ صباح الأحمد، القائد الحكيم والربان العظيم لسفينة الوطن الذي يسير عكس تجاه تيار الحرب والدمار والإرهاب في المنطقة ويرسم منظومة للأمن والسلام قل أن نجد مثيلا لها في عالم اليوم.
نعم هلا بالأعياد، وهلا بالفرحة وهلا بالسعادة، ولكن يجب أن نعمل في دروب التقدم والتنمية ونبتعد عن دروب العداء والتخاصم والبغضاء، وهو ما يجعل تقدم الكويت محوريا للمنطقة كلها من حيث دورها المحوري في التوازن بين القوى والحياد الإيجابي الذي تمثله الكويت بين دول المنطقة عامة ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، ومن ثم فلا بديل لنا عن العمل والاجتهاد، واتباع المسيرة الملهمة والثاقبة لصاحب السمو أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، الذي يمثل قنديلا يضيء العالم بالمحبة والسلام في وسط الظلمة والدمار والحرب، فلتفرحوا يا إخواني ويا أحبائي ويا أبنائي، ولنشكر المولى على ما أعطانا وحبانا على هذه الأرض الطيبة المباركة بخيرها وأهلها وولاتها المحبين للخير والعطاء في وطن العطاء وقائدها المحب للإنسانية والسلام.
أرجوحة «الأنباء»: لبست جريدة «الأنباء» الغرّاء ثوبها الجديد «43» بعد وضع الخطة الاستراتيجية لها من إخراج وألوان وعدد صفحات، بل وعدد كلمات المقال، وكما قيل في الأمثال «خير الكلام ما قل ودل» فهذه جريدتكم تطل عليكم مع «خير الكلام» كل عام و«الأنباء» بخير وازدهار وتطور، ربي ارحم من أنشأها، وطوّل بعمر من طورها.