في كل مرة يزداد قوة وحضورا، في كل جلسة يزداد تأثيرا ومكانة في قلوب الناس، وفي كل مرة أشعر كم هو اختيار موفق أن نجد مثل هذا السفير الكويتي في تونس، فسفيرنا الشاب علي الظفيري دائما ما يسجل حضورا مميزا في كل جلسة وفي كل زيارة لي في تونس ألحظ هذا النجم المتوهج والكوكبة الكويتية المضيئة من حوله من أبنائنا الكويتيين الذين يلعبون دورا أراه محوريا وهاما في تجسيد معاني المحبة والسلام والإنسانية التي تمثلها الأمة الكويتية في ربوع الوطن العربي والعالم أجمع.
فمن عاداتنا الكويتية، تبرز الديوانية الكويتية كإحدى العادات الكويتية التي تعبر عن الألفة والتواصل الاجتماعي والتزاور وتبادل النقاش، وتقديم حسن الضيافة، وفي جلستي هذه المرة على مائدة سفيرنا الشاب كانت المائدة عامرة بالشخصيات الفذة والنقاشات المتعددة في مختلف المجالات، ما بين نقاش لأوضاعنا في العالم العربي، والقمة العربية المنعقدة مؤخرا في تونس، ولم تخل الجلسة من استعراض لدروس وعبر التاريخ في حوارات متبادلة تثري العقل وتنير البصيرة وترسم طريقا نحو مستقبل مشرق بعقول مفكرينا العرب.
أما «المغناطيس»، كما يطلقون عليه، فهو كلمة السر لهذه الجلسات الفكرية الخصبة، فهو هالة الحماس والفكر المتقد الذي يمثله الشباب، وهو الاستيعاب والاحتواء الذي تمثله الحكمة والخبرة والدربة التي أراها تزداد ثقلا يوما بعد يوم في سفيرنا الشاب الحكيم، فكما تحدث د.عبداللطيف عبيد عن أبي أحمد مشبها إياه بالمغناطيس الجاذب لكل القلوب النقية الصافية، وعن حرصه هو والآخرين على حضور هذه الجلسة المستمرة كل خميس، ويضيف د.عبداللطيف عبيد: «فبالرغم من تجاوزي لكل مراحل الدراسة، والخبرات المتراكمة لدي عبر السنين، فأنا أشعر برغبتي الشديدة في الحضور إلى هذا المجلس الممتلئ بالعلم والثقافة والمعرفة، والكثير من الصنوف الفكرية والمعرفية وآداب الحوار والنقاش البناء والفعال التي نحتاج إليها جميعا في كل وقت وفي كل حين، ونحن الآن في أشد الحاجة إليها في المرحلة الحالية التي تمر بها الأمة العربية»، وما كان جوابي إلا أن قلت له «يا دكتور هذا هو ديدن الكويتيين فأينما يحلوا ينشئوا الديوانية التي تعد جزءا من الثقافة والتراث، وما سفيرنا المبهر إلا جزء من ثقافتنا ومن بلدنا»، فقاطعني قائلا: «يا بني، الكويت بلدي وأعرفها وأعرف أهلها جيدا»، هذه المقاطعة التي أسعدتني وأثلجت صدري أن يدرك ذلك قامة مثل د.عبداللطيف نائب رئيس جامعة الدول العربية، مما جعلني ازداد فخرا بقدرة أبنائنا وسفرائنا الكويتيين على حمل التميز والفكر والثقافة والعادات الكويتية إلى كل بقاع الأرض، معبرين عن تراثنا وحضارتنا وقدرتنا على التفاعل البناء مع كل شعوب العالم خاصة إخواننا وأشقاءنا العرب، وهذا ليس بمستغرب على سفيرنا الهمام وكل الطاقم الرائع معه، وهو ما نحتاج إليه أن نكون جميعا سفراء للكويت كل في مكانه وكل في مجاله.
أرجوحة أخيرة: لم يسأم صديقي الطيب الخبيث من السؤال عن «حبيبتي في تونس»، ولا زال جوابي واحدا لم يتغير، إنها هي الحبيبة تونس الخضراء بسحرها وجمالها وجميع أهلها.