ساعات معدودة وكانت الكويت جميعها على قلب رجل واحد، ومن أجل عودة رجل واحد إلى أهله، فما أجملها من مواقف وما أجملها من لحظات التي تجسد تكاتف وتعاضد الكويتيين، أشخاصا وعوائل وقبائل، في مشهد يعيد إلينا كل مواقف الأصالة والكرم والشهامة، ويؤكد الخير والطيب في أهل الكويت وشعبها الكريم العزيز، تجسيدا لقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). فشكرا لأهل الكويت جميعا، وشكرا لكل الرموز وشيوخ القبائل الذين كانت فزعتهم من أجل «خالد نقا العازمي»، فقد مرت الأيام والسنون واشتاقت الدار الى صاحبها، واشتاق الأهل إلى ولدهم، واشتاقت الأسرة الى والدها، فهل اقتربت العودة؟
ساعات معدودة تابعتها عن كثب، وقلبي يملؤه الفخر والسعادة والرجاء، الفخر بفزعة الخير للعوازم، وتحرك القبيلة الفاعل والمتميز، والسعادة بالاستجابة القوية والمهيبة من أهل الكويت من كل حدب وصوب، وتجمّع وتكاتف جميع القبائل والعوائل من أجل دفع الدية، والرجاء من المولى عز وجل أن تكون الساعات القادمة هي ساعات الفرج على أخي خالد وخروجه لأهله وأسرته بعد أن تاب وندم، فاللهم فرج كربه، وتقبل توبته واغسل حوبته، ورده إلى أهله بكل خير في شهر الخير واليمن والبركات، وبإذن الله ستشهد الساعات القادمة فرجا ونصرا ومزيدا من التكاتف من أهل الكويت لدفع الدية، وتقريب الأمر ليسعد الجميع، عسى الله أن يكتب لأخي خالد الصيام مع أهله الكرام.
ساعات معدودة تجعل الإنسان يشعر بالأمان أن يكون في مثل هذا المجتمع الذي يتكاتف ويتعاضد على الخير وفي الخير، فما أحوجنا الى هذه القيم التي تجسد عراقة قبائل وعوائل الكويت وتقاليدها الطيبة، من حيث المساهمة في دفع الدية والعمل جنبا الى جنب من أجل إحلال السلام ودرء الخصام، وما أحوجنا الى أن نمد جميعا يد العون وأن نساهم في هذه الحملة الطيبة، وما أحوج الإنسان إلى أن يقف ويتفكر، فحين تمد يدا، غدا بعون الله ستجد مليون يد كويتية ـ إذا تعثرت أو وقعت في ضيق لا قدر الله - تقيل عثرتك وتجبر كسرك وتعينك على مصائب الدنيا، فقدم اليوم خيرا وكن لأخيك خالد مساعدا ومعينا عسى الله أن يكتب لجميع أهل الكويت الأجر، وأن يفرج كرب المكروبين وأن يزيح الهم عن المحزونين، وأن يبلغنا رمضان بالخير واليمن والبركات ونحن متحابون ومترابطون ومتكاتفون ومتعاونون، ومبروك عليكم الشهر الكريم، الله يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير.