لا أخفي عليك عزيزي القارئ، ما مدى سعادتي وأنا أتلقى ردود الأفعال حول المقال السابق والذي يحمل العنوان نفسه، هذي الردود التي أيقنت بعدها بأننا أمة واحدة، إذا اشتكى منا عضو تكاتفت وترابطت وتلاحمت معه جميع الأعضاء، اللهم أدم محبتنا لبعضنا وخوفنا على بعضنا والتفاخر ببعضنا.
هذي الردود جعلتني أسير محبة للشعبين العظيمين (المصري واللبناني) فقد أجزموا بأن السوريين إخوان لنا في الدم والعرق والإسلام، ولن نتخلى عنهم أبدا، أما أصوات النشاز فهم نشاز لكل ما هو جميل في بلداننا، وبما أننا نتعامل مع السوريين بأجمل ما لدينا من خلق وقوانين دولة فهذا يجعلهم في الصف الآخر من هذا الجمال، محلاها من ردود ومشاعر الله يحمي أمتنا العربية والإسلامية من كل شر، وأنا هنا أخاطب أصوات النشاز، هل تعلمون أن دمشق أقدم عاصمة في التاريخ مأهولة بالسكان؟، ونواعير حماة تعتبر أقدم نواعير العالم؟ وفي حمص توجد أقدم مغارة بالعالم؟ ويعتبر بابنيان الحمصي هو من وضع معظم التشريعات القانونية التي تدرسها معظم كليات الحقوق؟ هذا من قبل قرون وفي القرن الماضي تعتبر سورية منبثق العلم والعلماء فقد أنجبت لنا العلامة ساطع الحصري، بكري قدورة، وأخاه عبدالرزاق قدورة، فارس الخوري، م.صبحي كحالة، المربي عثمان الحوراني، ومن الأطباء مدحت شيخ ورشاد فرعون وهناك قائمة تطول، فهل سمعتم عن هؤلاء يا سادة كل ما هو جميل، إن سورية هي البلد الوحيد التي لم تكن مديونة للبنك الدولي وكان لديها اكتفاء ذاتي محلي، فهمتم ماذا، ولماذا يحصل في سورية العروبة؟ اعدلوا وتعدلوا مع أحفاد العلماء ومنبع الحضارات.
لا يسعني في النهاية إلا أن أشكر لقائد الإنسانية وأمير السلام الوالد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح جهوده في مساعدة الشعب السوري، فحقا إنها لخطوات من ذهب تكتب في تاريخ الكويت خاصة والإنسانية عامة، وأدعو الله أن تستمر الكويت في مسيرة مساندتها وفتح أبوابها للشعب السوري العظيم، عسى الله أن يجعل من دون ذلك فرجا قريبا وخيرا كثيرا للبلدين والشعبين.
أرجوحة أخيرة:
أيها الشعب السوري العظيم.. لا تحزنوا فأنتم فخر وعز لنا... وأتشرف بأن أقول «سوريٌ أنا.. بقدر ما أنا كويتي»، ودعاؤنا الى الله أن يعيد العمار الى سورية الحبيبة، ويردكم الى أرضكم سالمين غانمين، ولا أجد أجمل من هذه الكلمات لسمو قائد الإنسانية وأمير السلام لأختم بها كلماتي «إننا مَدْعُوونَ لأنْ نُجسِّدَ لِلعالمِ شُعورنا بِالمسؤوليةِ الإنسانية المُلْقاةِ على عاتِقِنا في نَجْدَةِ براءَةِ الأطْفال، وضعْفِ كبارِ السِن والنساء، ومُسْتقبلِ الشبابِ». ودمتم إخوة لنا لين يرث الله الأرض وما عليها.