دروس الحياة لا تنتهي، ربما هي الحكمة التي عاينتها خلال الأيام الماضية، فلا يمكنك أن تعتمد على مواقفك السابقة، ومبادئك الثابتة، ليفهمك الناس، وربما عليك دوما ان تشرح كل مبادئك ومواقفك حتى لا يأتيك من لا يعرفك ويفند ما تقول من الظاهر وهو لا يدري بحقيقة الأمور، فقبل أيام قليلة كانت تغريدتي المتعلقة بقضية البدون، والتي وجدت الكثير من الآراء المؤيدة والمعارضة ردا عليها - وهو أمر طبيعي - لكن الأمر غير الطبيعي أن يحمل البعض الأمور أكثر مما تحتمل، ويضع الأمور في غير نصابها، فمواقفي تجاه هذه القضية الإنسانية معروفة على مدار السنوات الطوال، ويمكنكم مراجعة الكثير من كتاباتي لتتضح لكم الأمور، ولمزيد من التوضيح والتفصيل، فقولا واحدا: «يجب أن تحل هذه المشكلة عاجلا لا آجلا»، لأنها تسبب الكثير من الظلم والإساءة لإخواننا «البدون»، وتسيء أيضا الى بلد الإنسانية، وإلى شعب الكويت، والحل في المقام الأول في يد الحكومة، التي يجب عليها إيقاف أو تأجيل كل مشاريعها التنموية - اذا لزم الأمر - وأن تحل هذه المشكلة «القنبلة الموقوتة» التي تهدد المجتمع.
ثانيا: إذا كانت الحكومة تدعي وجود الوثائق، فيجب أن تخرج هذه الوثائق الآن، ليعرف كل ذي حق حقه.
ثالثا: لا بد أن تحدد إجراءات واضحة للحل بدلا من تشكيل اللجان، فالحلول في خطوات وإجراءات وليست في لجان ومناقشات.
رابعا: الى أن يتم الحل يجب أن يتم تسير أحوال اخواننا «البدون» من خلال تجديد الهوية خاصة بهم لتساعدهم على التعامل الرسمي الى حين البت في حالاتهم، وأعود لأكرر يجب أن تخرج هذه الوثائق الآن، لتتضح الأمور وتحل المشكلات، لأن تأخير خروج هذه الأوراق يعد جريمة في حق الناس، وفي حق الشعب الكويتي، وفي حق المظلومين.
خامسا: يجب أن تتوقف إجراءات التضييق والتشديد على إخواننا «البدون»، لأن ذلك له مضار على كل المستويات، فالظلم ظلمات يوم القيامة، والظلم قد يدفع الى الانتحار او الانتقام او الجريمة كما شاهدنا ونشاهد من التسعينيات وحتى الآن.
سادسا: حل قضية «البدون» هو حفاظ على المجتمع الكويتي وأمنه واستقراره، فتعليق الأمور هو ما جعلنا نشهد تغييرات لم نألفها على المجتمع الكويتي من قبل، وجعل معدلات الجريمة ترتفع الى مستويات غير مسبوقة، وهذه الأخطار مع التراكم لا توحي بخير، فاحذروا «القنبلة الموقوتة» التي يمكن أن تنفجر في أي وقت، فقد مضى عليها وقت كبير، وما زالت في لهيب وحرارة شمس الكويت الحارقة، ووعود الحكومة التي لا تتحقق، ندعو الله لنا ولكم السلامة من كل شر، وللحديث بقية حول «القنبلة الموقوتة» في المقالة القادمة.
أرجوحة: لقد سعدنا يوم أمس الاول بتصريحات رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم حول البشرى السارة لحل هذه القضية الإنسانية من قبل قائد الإنسانية صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه.