لقد لمحت وأشرت وكتبت وقلت وقام الكثير من قبلي بما سبق أن قمت به! لكن ما فائدة كل هذا إذا كان هناك من لا يسمع، لا يقرأ، لا....، ولا.....، ولا يستطيع أن يطبق؟!
نعم إن ما نقوم به لا فائدة فيه في ظل سلطة تنفيذية بهذه المواصفات والصفات ولكننا نقوم به من باب الجهاد نعم الجهاد، قد يأخذ أحدكم كلمة الجهاد من بابها الخاص فهذا شأنه لكنني آخذها من قوله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»، من هذا الباب فليسمح لي أفراد السلطة التنفيذية أن أذكرهم بميزان العدل الذي ركز المولى سبحانه وتعالى عليه في كتابه وحث رسله على تطبيقه بما فيه من فائدة كبيرة لجميع البشرية بل حتى الأرض اليابسة تفرح عندما يقوم عليها هذا الميزان.
يا أصحاب المعالي إن بعض المحاباة قد يكون حجة عليكم لا لكم في يوم الحساب، فلا يغركم من يجلب لكم الواسطات لكي يكسب رضاكم، لا يغركم هؤلاء إن الأوطان لا تبنى على شاكلة الخاملين، إنها تبنى على سواعد المبدعين النشيطين الأمينين الفاهمين العالمين المجربين المصلين الطائعين ومن سواهم، أما غيرهم فلا فلاح ولا صلاح لهم بل لا ينتظر أحدهم من نفسه أن تعيشه عيشة كريمة فنراهم دائما يعتمدون على الغير، فأتمنى من الله أن يسمعكم قول الحق وتتبعوه.
إن طريقتكم في كيفية تطبيق آلية اختيار المسؤولين في الدولة غير صحيحة، والدليل هذا التخبط والتأخير الذي نعيشه منذ فترة ليست بقليلة، إن الدولة وبما فيها من ثروة بشرية ومادية سيكونون خصماءكم يوم الحساب، لأنكم وباختياركم وضعتم البلد بيد من تطفل عليكم من باب المحسوبية، إنني على أمل أن تعيدوا النظر في هذه الآلية لتكون الكفاءة والأمانة معياركم الحقيقي وليست المحسوبية الضيقة التي تكون عليكم حجة في الدنيا والآخرة، جربوا المعيار الحقيقي وانظروا كيف تسير الأمور، جربوا هذا المعيار لأنه الميزان العادل الذي تتمناه شعوب الأرض، واعلموا أن الأوطان لا تسمو ولا تعلو إلا إذا أحس الجميع بأنهم على مسافة واحدة تقربهم الكفاءة والمنافسة الشريفة الحقة وليس هذا ابن فلان وهذا من حزبنا وهذا من... وهذا من...، لقد قيل بالأمثال «التجربة خير برهان» فهل أنتم تسمعون؟ وتعون؟ وتطبقون؟ فكروا فيها.
اللهم احفظ بلادنا وأميرنا من كل سوء ومكروه، وأدم علينا الأمن والإيمان والاستقرار، وجنبنا جميعا كل ما يؤدي إلى تباعد القلوب وتباغضها، اللهم اجمع كلمتنا على الحق، واطفئ مشاعل الفتنة، وارحمنا يا رحيم.