فعلا أنا «خايف»، وهذا ملخص ما أشعر به، «خايف» من الأحداث المتزاحمة التي تحدث في بلدي وتنذر بالكثير من العواقب، خايف لأن ما ظهر ويظهر من قضايا الفساد تلقي الكثير من قنابل الإنذار في وجوهنا فتحرقنا وتدمينا، وتجعلنا نفكر في القادم، خايف على مستقبل الكويت ومستقبل الأجيال القادمة، خايف لأن الأجيال الناشئة تنظر فترى كل هذا الكم من الفساد والرشوة وتضييع المال العام، وتلاعب الساسة، وبحثهم عن مصالحهم الشخصية بأنانية وزيف كبيرين، فتضيع من عيونهم القدوة والمثل الصادق على حب هذا البلد العظيم.
فالأجيال الناشئة لم تشهد ما حدث في الغزو وبعده، وكيف شاهد العالم صورة شعب مرتبط الجذور والأوصال بأرضه، فكانت لوحة صمود وفخر وعز ضربت المثل للعالم كله كيف يكون المواطن، وكيف يكون حب الوطن.
فكروا معي يا سادة: «أليس من حقي أن أخاف» وأنا أرى كل هذه المؤشرات التي تقلق الجميع؟ أليس من حقي أن يتملكني القلق، حين أجد ما حذرنا منه مرارا وتكرارا منذ مطلع هذا القرن حيث عدت من الولايات المتحدة الأميركية، لأجد الأرض خصبة ممهدة للفتن والصراعات القبلية والطائفية والمحاصصة؟، وغيرها من الأمور التي لم تكن آثارها السلبية ظاهرة بكل هذا السوء، وقد كان البعض يرى تشاؤمي المبالغ فيه في بعض الأحيان، بينما يرى آخرون تركيزي على النقاط السلبية ـ رغم الكثير من التجارب الناجحة التي قمت بتسليط الضوء عليها، إلا أن دلائل الأحداث كانت تشير إلى نقطة واحدة لا ريب فيها «أن لدينا الآن من الساسة من يضعون مصلحتهم الشخصية قبل مصلحة الوطن، وقبل كل شيء، وأن الفساد السياسي والمالي قد ذهب إلى طريق لا رجعة منه إلا بالتطهير الشامل» وأنا هنا لا أعيد الكلام بغية التذكير، وإنما بغية التحذير لأن القادم قد يحمل الكثير، إذا لم نلتفت إلى الكويت ومستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة من أولادنا، فاتقوا الله أيها الساسة وكفاكم تضييعا لكل ما هو غال وثمين في هذا الوطن العظيم.
«خايف» وسأظل على خوفي، لأن من خاف سلم، وانا هنا لا أخاف على نفسي، ولكني أخاف على وطني الكويت، ومن هنا فالخوف له أسبابه، وله مؤشراته التي تصل إلى أعلى النسب في هذه الأوقات، ومن ثم فقد وجب إطلاق صافرات الإنذار مرة بعد مرة، لعل من هم في الأعلى يسمعون فيدركون ما نحن فيه فيصلحون، ولعل من هم في الأدنى يتكاتفون ويعملون يدا واحدة من أجل رفعة الكويت ومستقبلهم ومستقبل أجيالهم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.