في جلستنا وتجمعنا المعتاد في بيته الذي كان مفتوحا لجميع الكويتيين في أركنساس، دخل علينا في احد الأيام زائر من فلوريدا، فسلم وجلس، وأخذ يطمئن على الأحوال والأوضاع، ثم بدأ يحكي لنا قصته مع صاحبنا، يقول الرجل: كنت في دورة المغاوير، وفجأة شعرت بالتعب الشديد، وأصبحت ثقيلا لا تحملني قدماي ولا أستطيع إكمال الصعود إلى الجبل، ووجدت نفسي فجأة أستسلم للتعب والألم، وفي لحظة يحملني زميل على ظهره ويقول لي ما معناه «دنق راسك وتمسك»، ثم صعد بي الجبل، وكان سببا في عدم فقداني وظيفتي في ذلك اليوم. يومها عرفنا جميعا أن صاحبنا كعهدنا به دائما في كل المواقف «رجل المسؤولية، والمهام الصعبة، والصديق الصدوق، وصاحب البيت المفتوح لكل الأهل والأحبة»، فكيف لا يكون وزيرا ولديه من الصفات القيادية والشجاعة ما يؤهله ليكون أهلا لها، مع تمتعه بخبرة أكاديمية وعلمية في مجاله، وقد بعث إلى أميركا، وحصل على البكالوريوس، ورجع الكويت وخدم الجيش الكويتي وتعامل مع الكثيرين بكل انسيابية حتى صار وكيلا للوزارة، فلمَ لا يصير وزيرا «الشيخ أحمد منصور الأحمد».
صار وزيرا.. ولم لا؟: سلمة سلمه صعد رويدا رويدا، تسلم العمل في البداية معلما في وزارة التربية، ثم تدرج في السلم الوظيفي فصار رئيس قسم، ثم موجها، فوكيلا مساعدا، فوكيلا للوزارة، ومن ثم فهو يدري الخبايا والدهاليز، ويعلم وضع التعليم في الكويت أكاديميا وعمليا بحكم كتبه وإنتاجه العلمي في مجال (التربية والتعليم والثقافة وحقوق الإنسان والمواطنة) التي تملأ المكتبات، فلم لا يصير وزيرا وهو ابن الوزارة ويعرفها تماما، ويحفظ أروقتها، وخبير بجوانبها الأكاديمية والعملية، وبغض النظر عن ثقل الأمانة وصعوبة المهمة فإنه يعلم حقا أن دور هذه الوزارة المحورية يعد ركيزة أساسية في بناء مستقبل الكويت والأجيال القادمة، فلا تقدم ولا تنمية ولا مستقبل من دون التعليم، فندعو الله أن يوفق د.سعود الحربي في مهمته الثقيلة.
صارت وزيرة.. ولم لا؟: لم تغلق ديوانها الأسبوعي، وكانت ومازالت مواقفها من أجل الكويت ومستقبل أبنائها، وعندها دائما تجد تجمع المثقفين والمفكرين، وهي دائما تكافح وتحارب، وصاحبة قضية، تراجع مواقفها وتدرس الأمور جيدا، وتتراجع عن الخطأ، وتعود إلى فضيلة الحق، فلم لا تصير وزيرة، وهي التي تتفهم الأمور دائما وتضع مصلحة الكويت نصب عينيها، وندعو الله أن تستمر في مسيرتها للعمل من أجل الكويت ومن أجل الأجيال القادمة د.غدير أسيري.
صارت حكومة ولم لا؟!
صارت حكومة سمو الشيخ صباح الخالد، ويراها البعض أنها مؤقتة، وأنا أقول ولم لا؟ حتى وإن كانت مؤقتة، فهي حكومة أتت للإنجاز، والعمل، وإثبات الذات، وتحقيق ما يصبو إليه الناس، وأقول للسادة الوزراء: ضعوا الكويت بين أعينكم واثبتوا ما أنتم أهل له، وفقكم الله لما فيه الخير للكويت وشعب الكويت.