شاركت الأسبوع الماضي في ندوة عن «العفو استحقاق وطني»، وخرجت الكلمات عفوية من قلبي مباشرة تعبر عن مكنون ذاتي وخواطري ومواقف عايشتها في الفترة الأخيرة، وربما كان هذا هو السبب في وصولها إلى قلوب الكثير وانتشار صداها في المجتمع الكويتي، وهذا هو المعهود عن هذا الجمهور الكويتي الذي يتلمس الحقيقة ويقدر الشفافية والصدق في القول، ولكن جاءني الكثير من الأسئلة التي تستغرب وترى أني قد ورطت نفسي بالمشاركة في تلك الندوة، فكان سؤالهم «شلون شاركت في هذه الندوة؟!» أو بالأحرى «لماذا شاركت في هذه الندوة؟»، فكانت إجابتي الطبيعية «السؤال يجب أن يكون، لماذا لا نشارك؟!، فهؤلاء اخوة وزملاء لنا، كان لهم دور كبير في الدفاع عن مصالح الناس، وفي السعي من أجل تقدم هذا البلد، ومن أجل محاربة الفساد، فكيف لا أشارك وكيف لا أكون من أول المطالبين لهم بالعفو».
يسألون: «شلون شاركت وأنت لديك قضيتك؟!» وأرد: وكيف لا أشارك وأنا مظلوم في قضيتي وهؤلاء مظلومون، ولا يشعر بقيمة ومرارة الظلم إلا من عاشه وعايشه؟ لذا فمن الواجب عليّ نصرة إخواني والمشاركة في أي فعالية التي قد تساهم في رفع مظلمتهم وفي إصدار العفو عنهم.
يقولون: «شلون شاركت وانت في موقف صعب وتحتاج من يقف بجوارك في قضيتك؟!»، وأنا أرد: وهل وجودي في موقف صعب يمنعني من قول الحق، والوقوف مع هؤلاء المغاوير، الذين لطالما دافعوا عن حقوق الكويتيين، وارتفعت أصواتهم تحت قبة مجلس الأمة من أجل محاربة الفساد، ومن أجل الذود عن حقوق المواطنين والمقيمين؟
يا إخواني أقولها لكم بقلب مستريح: رغم المعاناة التي أعيشها فما أجمل وما أطيب قول الحق في ظل الشدائد والصعاب! لأنه يفتح باب النور في القلب، ويرسل إشارات الثقة والتفاؤل بنصر الله القريب.
يقولون: «شلون شاركت في قضية صعبة لا حل فيها»، وأنا أقول: هذا هو توهمكم وفكرتكم الخاطئة أنه لا يوجد حل لهذه القضية، والكلام غير صحيح، لأنكم ربما لا تعرفون عن المادة 75 من الدستور الكويتي التي تتيح لمجلس الأمة إصدار العفو، وهذا ما استند عليه المشروع المقدم لمجلس الأمة بتاريخ 7 مارس 2018 لطلب إصدار عفو، لذا فهو أمر يتخذ منحاه الدستوري بعيدا عن الشخوص، وهذا الطلب من يومها وهو في حالة تأجيل للدراسة، وتكرر التأجيل من المجلس اليوم مطالبا بشهر إضافي لدراسة أكثر تعمقا، وهذا من الأقوال التي أرى من الأفضل عدم التعليق عليها.
إذن نحن نتكلم عن عفو يصدر عن مجلس الأمة بناء على مشروع مقدم للمجلس من أكثر من عام ونصف العام، وهذا للعلم يختلف عن العفو الخاص الذي يصدر عن سمو الأمير في الأعياد والمناسبات الرسمية، وأميرنا كريم وعيالنا يستأهلون، عسى الله أن يديم عليه نعمة العفو والعافية وقائدا حكيما مظفرا للإنسانية.