إن الأبطال لا تموت، وإنما ستبقى في ذاكرة الأجيال، والتاريخ سيقف شاهدا على بطولاتهم، فكم من بطل ما زلنا نتداول ذكره، سواء أكان رئيسا أو خفيرا، وكلمة بطل هي أقل ما يمكن أن نطلقها على المرحوم - بإذن الله - محمد حسني مبارك، نعم يا سعادة الريس أنت بطل ولن ننسى مواقفك تجاه دولتنا الحبيبة الكويت عندما تصديت ووقفت موقف الأبطال في وجه من يتلذذ بجراحنا، فكتب لهم على صفحات التاريخ ما كتب، أما أنت فوضعك التاريخ فوق الرأس يا ريس.
نعم فخامة الرئيس وستبقى فخامة الرئيس، ولدت بطلا ومت بطلا، ومن يتابع سيرتك العطرة يعرف معنى ذلك، فأنت بطل السرب المصري الذي أعاد للعرب جزءا من كرامتهم المفقودة على مدى ثلاث معارك، كيف لا تكون بطلا وأنت من أعاد مصر العروبة إلى كنف العرب بعد العزلة، ليس هذا فحسب بل قلت «مصر عربية، وستبقى عربية إلى الأبد»، مصر احتضنت العالم فكيف لا تحتضن الجامعة العربية التي بدأت من هنا، أعيدوا الجامعة العربية الى موطنها الأصلي، ثلاثون عاما وعزة العرب شامخة ورؤوسهم مرفوعة بقيادة الريس حسني مبارك، اللهم أحسن إليه وبارك مدخله، لقد كان لنا عونا وسندا، عشنا وترعرعنا وكبرنا على صوته الجهوري، وكلماته الرنانة: «إن هذا الوطن العزيز، هو وطني مثلما هو وطن كل مصري ومصرية، فيه عشت وحاربت من أجله، ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه وعلى أرضه أموت، وسيحكم التاريخ علي وعلى غيري بما لنا أو علينا، إن الوطن باق والأشخاص زائلون ومصر العريقة هي الخالدة أبدا».
نعم مصر خالدة، فقد أنجبت الكثير من الرجال أمثالك يا ريس، أيها البطل في جنازتك رفعت القبعات والعقل وانحنت الرؤوس، ومثلك يستحق ذلك، فها هو العلم المصري بنسره وعزته يحتضن جسدك الطاهر، هذا هو العلم الذي قبّلته ورفعته بيدك معلنا تحرير سيناء وطابا يحتضنك اليوم بكل حب وإخلاص ووفاء، إخلاص نحو الزعيم القائد الذي حرر الأرض، ووفاء نحو من وعد بأن يموت على أرض مصر وأوفى بما وعد، لم ننساك ولن ننساك هذا وعد منا سوف ننطق كلمة الريس البطل قبل اسمك إلى الأبد، رحمك الله وغفر ذنوبك.
أرجوحة مصرية: ودع العالم الفقير لله حسني مبارك، وهو اليوم في ذمة الكريم الرحيم الغفور الذي حماه من شر الأنذال، وأطال بعمره حتى استمع مع أبنائه الذين برأتهم المحكمة كما برأته من كل التهم التي نسبت إليه، وها هي الكويت تودعك في عشية تحريرها الذي ساهمت فيه وعملت من أجله بكامل حلاها وبهجتها وفي المقدمة أميرنا المفدى وولي العهد وجميع محبيك من الكويتيين وغيرهم، عوضنا في القائد عبدالفتاح السيسي.. وداعا يا ريس حسني.