ما مفهوم الأزمة؟ حالة من التوتر والتحول سواء كانت مفتعلة أو مفاجئة تؤدي إلى أوضاع غير مستقرة تتطلب قرارا تنتج عنه مواقف جديدة سلبية كانت أم إيجابية تؤثر على مختلف الكيانات ذات العلاقة، وهي ظرف انتقالي يتسم بعدم التوازن في البداية، وقد تحدث نتائج غير مرغوب فيها في بداية الأمر، ولكن حتما سيؤدي إلى تغيير كبير في المستقبل، ويستلزم اتخاذ قرار محدد للمواجهة في وقت تكون فيه الأطراف المعنية غير مستعدة أو غير قادرة على المواجهة، وبصورة بسيطة، كل الأزمات مهما اختلفت أو تشابهت فهي مشتركة في ملامح كثيرة أهمها (نقطة تحول إلى الأفضل أو الأسوأ، وجود خلل وتوتر في العلاقات، الحاجة إلى اتخاذ قرار، عدم القدرة على التنبؤ الدقيق بالأحداث القادمة).
أما مفهوم إدارة الأزمة فيشير إلى كيفية استخدام الأسلوب الإداري العلمي من أجل تعظيم الإيجابيات وتلافي السلبيات ما أمكن، فإدارة الأزمات هي «نشاط هادف يقوم على البحث والحصول على المعلومات اللازمة التي تمكن الإدارة من التنبؤ بأماكن واتجاهات الأزمة المتوقعة، وتهيئة المناخ المناسب للتعامل معها، عن طريق اتخاذ التدابير للتحكم في الأزمة المتوقعة والقضاء عليها أو تغيير مسارها لصالح المنظمة» أو العامة، وتشترك مفاهيم إدارة الأزمة في عدة عناصر أهمها (تهدف إدارة الأزمة إلى تقليل الخسائر إلى الحد الأدنى باستخدام الأسلوب العلمي في اتخاذ القرار، تطوير الاستجابات الاستراتيجية لمواقف الأزمات كعملية إدارية خاصة تتمثل في مجموعة من الإجراءات الاستثنائية التي تتجاوز الوصف الوظيفي المعتاد للمهام الإدارية وتدار بواسطة مجموعة من القدرات الإدارية الكفؤة والمدربة تدريبا خاصا في مواجهة الأزمات).
ما أهمية الإعلام أثناء الأزمات؟
في ظل التطور الهائل لإمكانيات وسائل الإعلام المختلفة التقليدية والجديدة، تعاظم دور الإعلام في التعامل مع الأزمات بشكل خاص، وأصبح من الأهمية بمكان الالتزام والاستناد في المعالجات الإعلامية للأزمات الى القواعد والأسس العلمية من جانب القائمين بالاتصال (إعلاميين أو سياسيين أو ديبلوماسيين أو مسؤولين) لأن الإعلام عبر وسائله المتعددة أصبح أداة التفاعل بين الأزمة والكثير من أطرافها ليس طرفا مباشرا فيها، كما لم يعد ممكنا التعتيم أو الصمت الإعلامي على أي أزمات مهما تفاوتت في حدتها أو حجمها، فعلى سبيل المثال، كان يمكن في الماضي للسلطات في أي دولة عدم نشر المعلومات بشأن أي كارثة أو أزمة قد تقع في محيط الدولة، مثال على ذلك «لم يعرف العالم شيئا عن حادثة انفجار مفاعل تشيرنوبيل إلا بعد عدة أيام من وقوعه»، وقد أصبح إخفاء أو تجاهل أي أزمة في عصرنا الحالي أمرا شديد الصعوبة، ولذلك يفضل الاعتراف الفوري بوجود الأزمة، وتوجيه الرسالة الإعلامية الصحيحة المتصلة بها، ومنها على سبيل المثال قيام المسؤول الإعلامي أو المتحدث الرسمي بتحديد الأسئلة المتوقعة والإجابات المناسبة لها قبل بدء أي لقاء إعلامي، مع مراعاة ذكر الحل الأمثل أو على الأقل حل أفضل بين البدائل المتاحة للتسوية السليمة للأزمة، ورصد الدروس المستفادة من الأزمة قبل طي ملفها لأنه يشكل تراكما معرفيا لا غنى عنه لمواجهة أزمات المستقبل.