قبل أربعة عقود تقريبا حول وزير الخزانة المالية الفرنسي على ما أعتقد المراقب العام للوزارة للتحقيق معه في بعض الصفقات التنفيعية التي استخدم فيها أموال الشعب، وباستثناء إعلامية واحدة لقي الأمر ترحيبا من جميع الجهات المعنية، وقد هاجمت تلك الإعلامية الوزارة وإجرءاتها بشراسة حتى طال هجومها الوزير بشخصه، تعجب الجميع وخاصة الوزير الذي اعتاد امتداحها، حاول الوزير أن يعرف سبب هذا الهجوم، حاول وسأل وتحرى دون جدوى.
بعد فترة وجيزة طلب مجلس الوزراء الميزانية العامة للدولة على وجه السرعة، فعمم وزير الخزانة على جميع قطاعات الدولة تجهيز ما لديهم من ملفات للاجتماع يوم الأحد القادم، وفي الصباح وصل السائق مبكرا فذهبا للوزارة، فجلس الوزير في بهو الوزارة، طلب فنجانا من القهوة، تناول جريدتة المفضلة، تصفح بعض الأخبار فوقعت عينه على خبر مع صور للخبر، وقف معاليه ثم جلس، رفع الصفحة لتلتصق بوجهه، وضع الجريدة في مكانها، ذهب لركن الجرائد في منتصف البهو، التقط جريدة مختلفة، قام بتقليب الصفحات حتى توقف عند صفحة المجتمع، تركها، التقط جريدة ثالثة، فتح صفحة المجتمع، ضحك الوزير بصوت عال تزامن ذلك مع دخول بعض مسؤولي الوزارات الأخرى، صرخ الوزير على السائق: أحضر السيارة، لم يستوعب السائق المسكين الأمر قائلا: هل تريدنا نذهب لمكان آخر؟ فقال الوزير بصوت عال: نعم، فسأله أحد المسؤولين والاجتماع معاليك؟ فقال: اجتمعوا لدي مهمة عاجلة، استغرب الجميع الأمر، فهل هناك أمر أهم من تجهيز الميزانية؟! طلب الوزير من السائق أن يأخذه إلى أكبر وأفخم معرض للساعات.
اجتمع السادة وفي أثناء النقاش ضحك الوزير بهستيرية غير معهودة حتى سقط على الركن فتضاحك معه الجميع دون معرفة السبب، انتهى الاجتماع وكل ذهب لمنزله وفي الطريق طلب الوزير من السائق بأن يأخذه لجهة أخرى بعد أن ارتدى ملابس تليق بالمناسبة المهمة، وعند باب الفندق توقف السائق وترجل الوزير في بدلته الجميلة وفي يده اليسرى هديته المغطاة بالشريطة الحمراء، دخل القاعة فكانت رقصة العروسين قد بدأت، وأثناء الرقص سألت العروس العريس هل هذا الوزير؟ فقال: من تقصدين، قالت: انظر مشيرة إلى الركن في النصف الأخير من الكوشة، فقال: نعم إنه وزير المالية، تغيرت ملامح العروسين، فسألت الإعلامية عريسها المراقب هل نحن مقبلان على فضيحة أخرى؟ جلس العروسان فتقدم الوزير مباركا، فتح الشريطة الحمراء وقام بتلبيس الزوجين الساعات وقال: أعتذر منك أيها المراقب لأنني لم أنه الأمر بوقته، وأنت أيتها الإعلامية أعتذر لأنني لم أفهمك بالشكل الصحيح، فذهب الوزير وانتهى الحفل.
عزيزي القارئ ثق بالله لو لم يكن وزير المالية السيد براك الشيتان لكتبت هذة القصة الحقيقية لأذكر نفسي وأذكر كل مسؤول في البلد بأن «اللي اليوم بفلوس بكره ببلاش»، أقول هذا تحسبا لو لديك من الغمز واللمز تجاهي لا سمح الله، بارك الله فيك يا براك.