الشكوى الأولى: يا أصحاب المعالي إن بعض المحاباة قد يكون حجة عليكم لا لكم في يوم الحساب، فلا يغركم من يلمع كلامه، ولا يغركم من يجلب لكم الوساطات لكي يكسب رضاكم، لا يغركم هؤلاء، إن الأوطان لا تُبنى على شاكلة الخاملين، إنها تبنى على سواعد المبدعين النشيطين الأمينين الفاهمين العالمين المجربين المصلين الطائعين ومن سواهم، أما غيرهم فلا فلاح ولا صلاح لهم بل لا ينتظر أحدهم من نفسه أن تعيشه عيشة كريمة فنراهم دائما يعتمدون على الغير، فأتمنى من الله أن يسمعكم قول الحق وتتبعوه.
إن طريقتكم في كيفية تطبيق آليه اختيار المسؤولين في الدولة غير صحيحة، والدليل هذا التأخير الذي نعيشه منذ فترة ليست بقليلة، إنني على أمل أن تعيدوا النظر في آلية اختيار أصحاب المناصب لتكون الكفاءة والأمانة هما معياركم الحقيقي وليست المحسوبية الضيقة التي تكون عليكم حجة في الدنيا والآخرة، جربوا المعيار الحقيقي وانظروا كيف تسير الأمور، جربوا هذا المعيار لأنه الميزان العادل الذي تتمناه شعوب الأرض، واعلموا أن الأوطان لا تسمو ولا تعلو إآلا إذا أحس الجميع بأنهم على مسافة واحدة تقربهم الكفاءة والمنافسة الشريفة الحقة، وليس «هذا ابن فلان وهذا من حزبنا وهذا من... وهذا من...»، لقد قيل في الأمثال «التجربة خير برهان»، فهل أنتم تسمعون؟ وتعون؟ وتطبقون؟ فكروا فيها.
الشكوى الثانية: الكويت معروفة منذ القدم بأنها بلد الأمن والأمان والعدل، وقد توافد عليها من كل الجهات الأربع شعوب تبحث عن هذه النعمة نعمة الأمن والأمان، لكن ماذا حصل؟ وماذا تغير؟ وماذا سيحصل؟ سألت صديقا صاحب رتبة ومنصب رفيع، يا هذا ما هذا؟ قال إننا مستاؤون أكثر منكم أيها الشعب، إننا نقبض على المجرم فيضحك، ونزج به في السجن ومازال يضحك، ونحوله للجهات المختصة فيزيد في الضحك، وبعدها ينظر إلينا ويقول ما تسوى عليكم ما قلنا لكم نطلع نطلع!
ليس هذا فقط، بل إننا أصبحنا نتحاشى العقوبة والسبب أننا نطبق القانون، وننظف بلدنا من المجرمين المستهترين، ما نقول إلا حسبي الله ونعم والوكيل، ان الكويت أصبحت وكرا للمخدرات والمسكرات وغسيل الأموال والتجارة بالبشر و... و.... وغيرها والعياذ بالله، أحيانا بل غالبا نعلم أن هذا المكان غير قانوني وتمارس فيه أشياء تخالف ديننا الحنيف وعاداتنا الكريمة ومسيئة لسمعة الكويت بل تضر الكويت لكننا لا نستطيع مداهمته لأننا سنكون أول الخاسرين!.
لقد قال لي ما قال صديقي المسؤول.. وأنت ماذا قال لك صديقك المسؤول؟
الشكوى الثالثة: إن إهمال وزارة الإعلام وابتعادها عن طبيعة الآليات التي تعمل بها وسائل الإعلام المرئي والمطبوع سيدمر بلدنا، فهل حكومتنا تعي أن الكفاءة والتخصص هما المعيار الذي تعمل به جميع دول العالم؟ أما طبيعة المسؤول الذي يلمع كلامه لأنكم تريدون هكذا! فهي مربط الفرس فهل مازال الفرس مربوطا بعد الأحداث التي أشغلت الجميع؟!