«لا تخافوا.. ولكن احذروا!»..هذا هو المعنى العام الذي يمكنني استشفافه من الوضع الذي تمر به الكويت في المرحلة الحالية، فيجب ألا يتملكنا الخوف، لأن الخوف قد يكون عائقا عن السعي إلى الحل، وعلاج المشكلات، وقد يكون الخوف سببا في ارتكاب الأخطاء سيئة العواقب على الجميع، ومن ثم فإن الحذر هو المطلوب في الفترة القادمة، لأن الحذر ينجينا بإذن الله من الخطر، والسؤال المطروح هو، مم يكون الحذر؟!
والإجابة باختصار، وجوب الحذر من الوقوع في أخطاء الماضي، من وجود فئة مسيطرة تسعى لتحقيق مصالحها ومكاسبها الشخصية على حساب مصالح الوطن والمواطنين، وفي هذه الحالة فإن الخطر سيكبر ويستسعر، لأن بعض هؤلاء يظن أن مصلحته هي مصلحة الوطن بل تفوق عنه، ومن ثم فإنه يعمل بمبدأ «أنا ومن بعدي للطوفان»، وللأسف فإنهم أول من يهرب في وقت الطوفان والتاريخ شاهد، فيا رب سلم سلم، واحفظ الكويت من هؤلاء الركاب الزائلين عن سفينة الوطن الباقية.
الحذر كذلك من التسويف، فيجب أن تتسم الفترة القادمة بمحاسبة جادة وحازمة للحكومة ومؤسساتها المختلفة، فما الذي تم إنجازه، وما التطورات في المشاريع الحكومية المختلفة؟، وعليه فإن الدور الرقابي للمجلس يجب أن يكون في موضعه الصحيح، لا أن يصير محابيا ومدافعا عن الحكومة، فقد طالت السنوات في الوفاق بين المجلس والحكومة، والذي لطالما نشده البعض، غير أننا لم نر من هذا التوافق سوى جعجعة بلا طحين، وفي بطء في تنفيذ المصالح والمشاريع الحكومية، وتعطل في عجلة التنمية الكويتية، ومن ثم فإن مرحلة التسويف الحكومي يجب أن تتوقف وتنتهي، ويجب أن يرى المواطن الإنجاز بأم عينيه على أرض الكويت واقعا معاشا ذا نتائج إيجابية.
ويجب الحذر من المؤامرات الخارجية التي تحاك للكويت، كما التمسناه في الفترة الأخيرة، فما حدث ويحدث الآن يدل على أن هناك أيادي خارجية تحاول العبث باستقرار الكويت الداخلي، ويبدو أن الأيادي الآثمة تحاول الضغط على الكويت من أجل تغيير موقفها من القضايا المحورية والقومية، وهو أمر لم ولن تقبله الكويت في ظل سياسة رشيدة وحكيمة، تحت قيادة الأب قائد الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وعضيده ولي العهد الأمين، فالكويت ودورها الإيجابي والمحوري في المنطقة العربية والقضايا المحورية في الشرق الأوسط، هو دور يتميز بالحكمة، ويجب أن ننتبه لكل المحاولات الخارجية التي تحاول إخراج الكويت عن دائرة الحياد والموقف الإيجابي في مختلف القضايا.
الحذر كذلك من بذرة الفساد التي كبرت وترعرعت، وصارت شجرة خبيثة تنشر الخراب، ومن ثم يجب التعجيل باجتثاثها من فوق الأرض، وخلع جميع جذورها، قبل أن يصبح الفساد جرثومة عصية على المقاومة، إن الكويت في مفترق طرق، وفي معركة مصيرية مع الفساد، ونجاح الدولة في مواجهة هؤلاء الفاسدين لا يعني فقط النجاح في علاج الأخطاء، وفي تصحيح الوضع الراهن، بل النجاح في رسم مستقبل أفضل للكويت وللأجيال القادمة، لذلك.. لا تخافوا.. ولكن احذروا!
أرجوحة سعودية: نبارك للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في يومها الوطني عسى أيامهم كل أفراح، أهل النخوة والشجاعة والكرم، ألف ألف مبروك لسيدي خادم الحرمين وولي عهده الأمين والشعب السعودي كافة.