كان للأسرة الحاكمة الكريمة حكمة الرأي والتعامل والمسؤولية الكاملة في كل المراحل التي مرت بها البلاد، وهذا ليس بغريب على أبناء وأحفاد من تجاوز حكمهم أربعة قرون، فالفترة السابقة وما صحبها من تكهنات وآراء وتمنيات ليس من حق الجميع تجاهلها ونسيانها لأنها بمنزلة الخط الواضح للعمل السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، التربوي، والإداري.. الخ.
ونحن كشعب تربطنا بهذه الأسرة العظيمة روابط نادر مثيلها في العالم، وكل الشواهد السابقة والحالية واللاحقة تشهد بذلك، فكل فرد من أفراد هذه الأسرة المتميزة بأدبها وأخلاقها واحترامها للجميع لا يتهاون في فعل الخير أينما كان موضعه، ولنا في قائد الإنسانية أسوة حسنة (ربي يغفر له ويوسع قبره ويجعله روضة من رياض الجنة)، ومن هذه الروابط تمنيات نتمنى أن تتحقق:
تمنياتنا بالنسبة للخط السياسي الخارجي: فإننا في غبن تجاه الحكومة الرشيدة! التي ترسل إلى هنا وهناك أموالنا وأموال أجيالنا، ونحن بمحك الخط الأول من الاحتياج ليس للمال فقط إنما للبنيه التحتية من جامعات ومدارس وأبنية لوزارات السيادة في الدولة، ناهيك عمن ذكرهما رسول الرحمة (صلى الله عليه وسلم) حين قال نعمتان «صحة في الأبدان وأمن في الأوطان»، لا صحة متطورة ولا أمن منضبطا، نعم نحن نفتقد كل هذه الأمنيات والتمنيات المطلوبة من العهد الجديد بأن يأخذها بعين الاعتبار، وليعلم أن الدولة والشعب الكويتي هما الباقيان على العهد، أما من تطعمه الدولة من إسقاط قروض ونفط مقروض وغيرها من منح ومساعدات كثيرة لا أستطيع حصرها فإنهم ناكرون جاحدون مستكبرون علينا كشعب وعلى دولتنا كحق، وهذا التاريخ القديم والحديث والحاضر والمستقبل يشهد عما أقوله.
تمنياتنا بالنسبة للخط السياسي الداخلي: فإننا نتمنى من الحكومة الرشيدة! أن ترفع يدها وضغطها عن المجلس ونوابنا الأفاضل الذين أصبحوا بين مطرقة الحكومة وسندان الشعب، ترفع يدها لكي يعمل المجلس مجردا من المناقصات والتنازلات والجنسيات التي تمنح لبعض الأشخاص الذين قد يسيئون للدولة في المستقبل القريب لأنهم أخذوا المسمى وتركوا الولاء لصاحب الفضل عليهم، وهو النائب الفاضل وليست الدولة والأرض والحكومة ممثلة بالأسرة الحاكمة.
تمنياتنا لخطنا الاقتصادي: هناك لهث وراء شفط خيرات الكويت! فمن المستفيد من ذلك؟ طبعا المستفيد هو من لا يهمه الأخلاق والدين والأمن والصحة و.. و... و.. إنما يهمه جمع الأموال وكثرتها بالبنوك، هيهات يا حيف يا حكومة أين الحكمة والحنكة والفطنة؟ هؤلاء من قال الرحمن سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فيهم (يحبون المال حباً جمّاً) واعلموا يا أصحاب الكراسي العالية أن هذه الفئة لو سيطرت على البلاد فإنها لن ترحم العباد ولن ترحمكم، والدليل على ذلك مشاريعهم في الدول المجاورة وعمرانهم لها وترك الأرض المعطاء جرداء تصفر من كثرة المساحات الرملية في عاصمتها التي كانت في السابق عروس الخليج.
وهناك غصة لا يسع ذكرها، وهناك تمنيات كثيرة لا تحصرها الأوراق ولا الأذهان، كنا بالسابق نتمتع بها واليوم نتمنى أن تعود لنا، نتمنى من عهدنا الجديد أن يرجع ثوب الكويت الفضفاض الساتر ويحقق أمانينا. اللهم آمين.