على الحد الفاصل بين الشتاء والصيف، تقف الطبيعة في مكانها رافضة المثول لقوانين الزمن والانتقال إلى الصيف، غير مبالية بشتاء ذهب إلى غير عودة..
فتمطر تارة وتشمس تارة أخرى.،
من يعبث بمشاعر من..؟
من يعبث بقوانين من..؟
نحن أم هي..؟
وقفت على جبل السيدة في منطقة مشتى الحلو ودار بيني وبين الغيوم حديث شيق لابد من نقله بحذافيره دون زيادة ولا نقصان..
بدأ الحديث بسؤال مني، لماذا التأخير في اشهار الصيف حتى اليوم..؟
لتجيب غيمة هاربة من الشرق الى الغرب: انتم السبب
يا عزيزي كل خطأ في الكون سببه الإنسان..
كل ظلم في الكون سببه الإنسان..
عبثتم في تكويننا، عبثتم في بخارنا، حتى انكم عبثتم في نظامنا وفصولنا..!!
وتسأل لماذا..؟
قاطعتها بأن لا علاقة لنا بالأمر وان الامر بيد الخالق..
أجابت بحزن والمطر يعلو خدها: الخالق لم يأمر بالقتل، والخالق لم يأمر بالظلم، الخالق لم يأمر بقطع الأشجار والأعناق والأرزاق..
الخالق يا عزيزي لم يأمر بالتعذيب والتمثيل والتدنيس..
نحن مثقلون بالظلم لا المطر، السماء مليئة بالأرواح التائهة، انظر هنا وهنا وهناك..
حاولت الدفاع عن نفسي وعنكم فلم استطع، اكتفيت بالصمت ثم اخذت صورة سريعة للمنظر الجميل، حملت أوراقي وحقيبتي ركبت سيارتي ونزلت عن الجبل تاركا بعضا مني فوق جبل السيدة..