أمعن النظر في الحياة قليلا..
تتساقط السنون من شجرة العمر، كما تتساقط أوراق الخريف من أشجار الغابة..
الفرق هنا أن أوراق الأشجار ستنمو مرة أخرى، لكن سنين العمر لن تعود ولن تنمو..
واذا افـــترضنا أن الإنسان شخص عاجـز أمام الأيــام، يستيقظ صباحا، يمارس رياضة ما، يعمل، يأكل وينام، ثم يعيد تكرار نفس الروتين ما بقي من عمره..
ما بين لحظة وأخرى وما بين نشاط وآخر بعض التفاصيل الصغيرة التي تصنع نجاح إنسان وفشل آخر..
هذه التفاصيل يمكن أن تكون غير مرئية أو مشاهدة، أو حتى ليست مهمة في نظر البعض، لكنها هي المقياس..
خذ نظرة بعيدة للأمور وراقب الناس قليلا، كيف يخرجون من الابنية الشاهقة التي تشبه جحور الأرانب، راقب تفاصيلهم، راقب تصرفاتهم، ستجد الفرق..
بالأمس جلست أشرب قهوتي وأنفث دخان سيجارتي عابثا في الغيوم ململما ذكرياتي، جامعا ما بقي من عطر السنين الجميلة..
وبعد طول انتظار وتفكير، وجدت أنه لا شيء يستحق الأسف، كله سيذهب إلى غير رجعة..
عش عمرك كما تحب ضمن حدود حريتك، عش كما انت وكن سبيل السعادة لمن حولك، لتصبح ذكرى جميلة عند ذهابك..
كن أنت وأنت فقط.. ستربح لعبة التفاصيل.