وكر وخمسة جراء جياع..
أنثى الثعلب مستلقية على جنبها ترضع ما بقي منهم على قيد الحياة..
جسدها الهزيل غير قادر على العطاء اكثر، فالجوع كافر، والارضاع بحاجة الى غذاء..
خرج الذكر منذ يومين للصيد، لكنه لم يرجع بعد..
مجموعة من الصيادين تتسلى في منتصف الليل اطلقت كلابها خلفه لا لشيء، للتسلية فقط، ثم ان ذيله جميل يباع في سوق الدباغين بمبلغ مقبول..
ادركت الكلاب الثعلب الجائع واطلق الصياد رصاصة الرحمة..
في الجهة الأخرى من القرية، دجاجة أدركها الجوع ايضا، لم تأكل حبة قمح واحدة منذ يومين واكثر، من يجد القمح في مثل هذه الأيام..؟
باضت اليوم بيضة هزيلة كما جسدها، لكن الريش يستر العيوب..
لابد ان يذبحوني اليوم.. هكذا قالت في نفسها.
بالأمس ذبحوا صديقتي لأنها لا تبيض..
ستصغر البيضة كل يوم حتى أصبح غير قادرة على العطاء.. ثم سيذبحوني
لابد ان أخرج وأبحث عن شيء لآكله هربا من قدري المحتوم..
في الوكر صوت الانين والعواء وصل حده، تجاهر الجراء بطلب الطعام، والانثى غير قادرة على التحمل اكثر، تقرر البحث بنفسها عن الطعام وتنسى عودة شريكها..
لكن القرية خطرة..
لديهم بنادق واشياء قاتلة..
لديهم كلاب متوحشة..
لابد من المخاطرة..
خرجت الأنثى الى الغابة ومشت بالقرب من ضفة النهر حتى وصلت اطراف القرية.. واذا بالدجاجة الهزيلة تمشي باحثة في الأرض عن حبة قمح أو أي شيء يؤكل..
صرخت أنثى الثعلب: انت توقفي
لم تعر الدجاجة الثعلبة أي انتباه..
أعادت النداء لكن بصوت أقوى: توقفي
التفتت الدجاجة الى الثعلبة وقالت: هذا أنت، لم نر الثعالب منذ مدة، هل انقرضتم أم ماذا..؟
حركت الثعلبة ذيلها بغضب ثم قالت: ان البشر لم يتركوا لنا خيارا سوى الاختباء، انهم حيوانات مفترسة بحق..
ضحكت الدجاجة وقالت: ما وراءك وأين المسير..؟
ابحث عنك لصغاري الخمسة.. تجيب الثعلبة
إذن فقد وجدتها..
وانا ايضا خرجت لأبحث عن قدري، سيذبحني اهل القرية عاجلا أو آجلا، خذيني لصغارك فأنقذ خمسة أرواح أفضل من ذبحي بلا معنى، لكن لدي شرط...؟
تسأل الثعلبة: وما شرطك، هل للمقدمين على الموت شروط..؟
أجل.. أخبري صغارك عن تضحيتي، واخنقيني بعضة واحدة لا اثنتين، واستمتعوا بأكلي..!!!
خيم الصمت قليلا ثم هجمت الثعلبة على رقبة الدجاجة، دون ان توافق على الشرط حتى.