هذا الصباح.. يزاحم البرد الغيوم لافتعال مشكلة مع الطقس، تراه غاضبا تارة ومتساهلا متسامحا تارة أخرى..
وتسأل الأرض الجميع، هل من مطر اليوم..؟
الثلج جالس في قفص السماء يرفض الهطول، يخفي نفسه مرتديا عباءة الليل غير آبه بما يجري من اقاويل تتهمه بالتأخير في موعده، ترى من ضايقه حتى اعتكف وانزوى في غرفته العالية..؟
لا العصافير تعلم ولا الشجر يعلم ولا البحر ولا النهر..
لابد من حل المشكلة في مجتمع الجمود هذا..
يعاير الرعد الغيوم انها من بخار.. وتعاير الغيوم المطر انه من ثلاث ذرات، الكل غير راض، الكل غير سعيد.. ما السبب..؟
بجانب البحيرة يدور حديث في الخفاء بين ضفدع وسمكة سلور ان الأرصاد الجوية في مملكة الماء لم تصدق اليوم..
ثم يشارك في الحديث علجوم عمره ما يقارب المائة سنة.. هذه السنين سنين قحط وعذاب لا اكثر..
يسترق السمع تمساح مل الانتظار في القاع واراد الخروج للصيد..
يقاطع: متى تمطر اذا، يا حكيم زمانك.. ثم يضحك
ألن يحل الصيف قريبا وتقترب الغزلان من الضفة..؟
لا احد يعلــم، لابد من الصلح..» يجيب الضفدع
يتفرق الجميع معلنين عدم التوصل الى تفسير لما يحدث..
تهمس الشمس للغيوم: استريني واسمحي للرعد بالوصل، لابد من الصلح..
تطالب الغيوم بكفيل لعدم تكرار التأخير
يكفل القمر الصلح..
يفتح الرعد صمام المطر فينهمر
يطلق الثلج صرخة قوية: الحرية اذا
يفتح باب القفص ويملأ الأرض بياضا
تصالح الجميع واتفقوا على ابرام العقد بمنخفض قاس
اما البشر، فلا حول ولا قوة، كل يركض الى مكان ما ليحتمي من البرد القارس ريثما ينتهي الصلح..