ينتابني شعور بالهذيان الفكري..
لدي رغبة في الصراخ لكن كلما حاولت أحسست بيدين تخنق صوتي وتضغط كلما حاولت اكثر..
ثم حاولت التعقل فازددت جنونا، تتعجبون من ذلك وتطرحون العديد من التساؤلات.. هل هذا ممكن..؟
حين ترتفع نسبة الادرينالين ويعبث الشيطان بالعقول يصبح لزاما عليك ان تتعامل مع شخص ليس انت..
لا بل ان تستوعب وتناقش عقلا وتشعر قلبا غير قلبك..
هذا ما يسمى بالابتعاد عن الواقع..
لكن هذه الحالة ولحسن الحظ لا تستمر الا بضع لحظات، عندما تعترينا موجات الغضب تلك، نصبح كأوتار العود ففي قرارة نفسك انت العود الراقي الجميل وصاحب الصوت الشجي، وحين ينقطع احد الاوتار يصبح النشاز سيد الموقف..
ان عزفك لحنا بعيدا عن القواعد والمقامات سيودي بك الى الهاوية يا عزيزي...
أحب العبث احيانا بأجندة الايام وأقلب ورقتين يوميا لا لشيء سوى لقراءة الحكمة او المعلومة على ظهر الصفحة..
جربت ان اقلب الشهور لكن لم يتغير شئ ولم اقرأ معلومات اكثر، لابد من الصبر اذن لتصل الى مبتغاك..
كلمت احد اخوتي بالأمس وقررنا الذهاب الى نهر الأبرش لشرب المته والجلوس في ربوع الطبيعة، سيران كما هو متعارف..
واخبرت الشلة من اصحابي وعقدنا العزم على ذلك..
رن المنبه..!
استيقظت من حلمي ونظرت الى الساعة والتاريخ والأجندة..
اين انا..؟
واين لعبتي..؟
واين النهر والقرية..؟
واين امي واخوتي واصحابي..؟
ارتديت ملابسي وركبت سيارتي قاصدا عملي، ادرت مفتاح الصوت ليغرد صوت فيروز.. «يا ناطرين التلج ما عاد بدكن ترجعوا».