هل تؤمن بالكتابة أثناء النوم؟
قولي هذا مستهجن وغير مألوف، ويمكن أن يكون غير قابل للتصديق، لكنه يحدث يا صديقي..
يزورني كل يوم في الحلم طفل صغير، اسمر البشرة، مجعد الشعر قليلا، يمسك وردة في إحدى يديه وقلما في الثانية.
يبعثر أفكاري، ويمزق أوراقي البيضاء ويضع العناوين عنوانا تلو الآخر دون أن يتحدث معي حتى، وحين ينتهي من الفوضى التي افتعلها يبتسم ابتسامة خفيفه ثم يعطيني لوحا من الشوكولا ويمضي..
حاولت اللحاق به مرارا، لكن دون فائدة، بحثت عنه في ذكرياتي، وأيضا دون فائدة.. فقررت استحضاره من الحلم.
أمسكت الورقة الأخيرة وكان قد وضع عنوانا غريبا كتب فيه (صاحب الظل الطويل).
من منا لا يعرف المسلسل الكرتوني الشهير صاحب الظل الطويل.. هو وغيره من أفلام الكرتون التي رافقت طفولتنا ونمت شخصيتنا في اكثر الأحيان، فبعض تلك القصص أو أغلبها كانت مستوحاة من الأدب العالمي، أو الموروث الشعبي للشعوب.. كانت كلها تمثل قيما لابد أن تصل إليك كطفل، العدل، المساواة، الحرية، وبعضها كان يجبرك على التفاعل معه كإنسان مثل البؤساء، أو سالي، أو ريمي..
أما جودي آبوت فتلك حكاية اخـــرى تمــثل لك كل ما هو غامض، كنت أتساءل أكثر من جودي حول شخــصية صاحب الظل الطويل غير أننا كأطفال لا نستعجل الأمور كثيرا..
عندما نكبر يصبح من الضروري معرفة الغامض في ذواتنا، من هو صاحب الظل الطويل يا ترى...؟
هنا يجب أن نبحث فعليا عن صاحب الظل الطويل في داخل كل منا، وعن سالي وعن ريمي وعن ساندي بل وهل نحن كجودي آبوت فعليا أم أن السنين فعلت فعلها ودمرت كل ما هو جميل واصبحنا أبطال الديجيتال..؟
يريدون تدمير الطفل داخلنا، تحطيم كل ماهو جميل، وكل ماهو نقي... انا لم اكبر ولا اريد ان اكبر.. !!
أكلت لوح الشوكولا ثم ودعت صديقي الصغير وهممت بالكتابة...
استيقظت فجأة ورأسي على مكتبي، «سيكارتي» الأخيرة تعلن انتحارها، نظرت الى ورقة معنونة تحت فنجان القهوة كتب فيها، (صاحب الظل الطويل)...