كلما غابت عيناك خلف ستارة خصلات الشعر المتطايرة في الهواء المعطر برذاذ الياسمين، اختل توازن الكون وعرفت اني رهين تلك العيون..
إن المدينة تضيق بي يا عزيزتي..
وجهك يملأ المكان، في كل شارع وكل زاوية..
أراك في ملامح الأصدقاء وفي تفاصيل الطرقات..
تلك الرائحة..!
لا تشبه إلا رائحتك ممزوجة بعطر التراب بعد سقوط المطر...
حنين..!
هذا الكرسي وتلك الطاولة، نافذتك المفتوحة على الشرق تداعب نسمات الربيع الرقيقة..
فنجان قهوتك ومذاق شفتيك مع مذاق البن..
نسيان..!
هناك شيء من الآلهة يعبق في الأجواء..
عدت إلى منزلي البارحة متأخرا خمس دقائق عن موعدنا الأخير..
جلست وأشعلت سيجارة وبدأت بترتيب فوضى مشاعري، وضعت هاتفي على الطاولة كما كنت افعل دائما..
انتظرت أن يهمس باسمك أو يغني عند رؤية رقمك..
رنت كل هواتف العالم إلا هاتفي..!!
أغلقته وغفوت بعد أن راح يئن من رجاء المكالمة..