مررت في حلمي على ساحرة اشترطت أن أتنازل لها عن موهبتي مقابل أن تسحرني عصفورا ليوم واحد فقط.. فوافقت..!!
استيقظت في الخامسة صباحا فوق شجرة التوت على غير العادة، وحولي سرب من العصافير وأحاديث شتى تدور من حولي...
انا افهم لغتهم.. يا رباه ما هذا.. اقتربت لاسترق السمع قليلا فوجدت بعضهم يتكلم عن مكان سري مليء بالقمح وبعضهم الآخر يتحدث عن تأخر موعد الهجرة هذا الشتاء..
وآخرون يتحدثون عن مقتل طير في الليل على يد مجرم من بني البشر...
من الصعب الا تحتفظ بجثة ذويك وتدفنها دفنا لائقا.. يقول كبيرهم
فضلت الهروب من الحديث حتى لا يكتشفوا سري، سيعدمونني نقرا اذا عرفوا ان المجرم اخي..
فرحت بجناحي وطرت مرفرفا فوق بيوت الحارة ثم ذهبت لأبشر أمي بحلم تحقق كنت احلم به منذ طفولتي..
أمي جالسة في التراس تشرب قهوتها الصباحية وتنظر الى الوادي كعادتها.. رفرفت قليلا، زقزقت اغنية جميلة.. لم تعرني اي انتباه..
هيه هيه امي هذا انا.. بقيت على صمتها..!!
لابد ان تعرفني اختي اذا.. طرت الى غرفتها ونقرت الزجاج بضع مرات فلم تستيقظ، حاولت جاهدا افتعال فوضى عند النافذة.. ايضا لم تعرني انتباها..
من سأخبر الآن اخي المجرم..؟
سيقتلني حتما..
من اذا.. لا احد يعرف اني اطير، لابد ان يعرف الجميع اني اطير..
وقفت على احد أسلاك الكهرباء القريبة من المنزل وبدأت بالتغريد ومناداة كل الجيران بأسمائهم، لا احد يعرفني!!
وقف بجانبي بلبل جميل وسألني: من أي نوع انت..؟
من أين اتيت..؟
لم ارك في الجوار، انا اعرف كل طيور الحي، هل انت جديد هنا..؟
فضلت الصمت ولم ازقزق حتى، كيف عرف اني غريب انا طير مثلهم..؟!
حان موعد الغداء ولم آكل شيئا حتى الآن، ترى ماذا ستطبخ امي اليوم..؟
ديدان، ستأكل الديدان يا صاحبي.
دوري شقي ينظف ريشه البشع ويستفزني لأجيب
ترى هل ستكون نهايتي اكل الديدان..؟
لا هذا مستحيل..»
تركت أسلاك الكهرباء وطرت بعيدا الى غير هدى اجوب التلال والبساتين بحثا عن شيء اكله، وحين بدأت الشمس بالغروب، سمعت صوتا كدوي الانفجار ثم أحسست بوخز في جناحي وبعض الألم..
نظرت الى الوادي وإذ بصياد يرفع بندقيته عاليا، انه اخي..!!!
حاولت الصراخ والاشارة.. هذا أنا لا تطلق النار.. لكنه اطلق وانتهى الأمر..
سقطت ميتا من ارتفاع شـــاهق وقبل ان اصل الى الأرض، قفزت من فراشي واذا بي احلم..
أحببت حلمي وكرهت نهايتي، وحمدت الله على نعمته وعلى نهاية يومي البائس كعصفور..
ثم أمسكت قلمي وكتبت خاطرة أقول فيها.. أرجوكم لا تقتلوا العصافير..