سامحوني...
ينادي القمر إخوته الكواكب كل يوم ويستنجد بالشمس لإيصال صرخاته المتكررة.. دون فائدة.
يصنع من النجوم سلما يأخذه الى حضن الزهرة، ويعقد المذنبات حبالا للوصل إلى المريخ، ايضا دون فائدة..
تمر الشهب امامه، يتمنى التحرك ولو قليلا فيأتيه الأمر، لا تتحرك..!!
يجاهر بصمته، ويندب حظه، ترتسم قسمات الحزن على جبينه المضيء..
تتقاذفه أمواج الظلام الحالك كسفينة بلا شراع، ولا قبطان.. ثم يسأل نفسه: لماذا أنا؟ لماذا لا يكون لي مدار كما البقية..؟
يمتص الفراغ السنين، وتهوي النجوم وترتفع، وهو عاجز عن فعل شيء..
لكن لكل شيء سبب ومسبب.. والقصة تقول ان القمر عاشق مكبل بأغلال القدر..
في يوم من الأيام كان يتحرك بحرية في المجرة لكنه كان مظلما واسود اللون وغير محبوب.. عشق نجمة يقال لها يونيا لكن النجمة المضيئة لم تعجب بسواده وقدرته على التحرك وكانت معجبة بنجم القطب الساطع، وحتى يلفت انتباه النجمة سرق قليلا من نور الشمس المنتشر في الأجواء...
عرفت الشمس بالأمر وقدمت شكوى ضده بامتلاك ما ليس له ومخالفة سر الخلق بوجود شمس واحدة فقط، اجتمع مجلس التأديب الكوني وأطفأوا نوره نهارا ثم حكموا عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة ليلا، مكبلا بأغلال الفراغ واتخذوا قرارا لا رجعة فيه..
الشمس تنير الكون والقمر وحيد دائما..