يداعب الليل حبات الغبار في النافذة، ويصرخ القلم طلبا للحبر، وتسرق الروح ذكرى من لا قدرة لنا على نسيانه...
هذا الضجيج في النفس، يقاوم الفراغ.
وتتأرجح في الفؤاد بضع نبضات غريبة التأثير، لا هي قادرة على ضخ الدم ولا قادرة على زيـــادة الاكسجة..
تنثر النفس البريئة الأمان والطمأنينة المعتادة، لكنها تفتقد نفسها..
يعجبني المكوث في الغرفة أحيانا بين واحات الحـــروف، وأسرق نظـــرات سريـــعة من النافذة على الشارع واسأل الليل، متى يعود الضجيج؟
تهاجمنا الذكريات في لحظات الوحدة تلك وتشطرنا انصافا غير متساوية، ثم نموت ونحيا ونموت ونحيا حتى نشعر بطعم الوجود...
فنرمي على ظهر العمر شوقنا ونختلس التفاصيل كمن يحارب من اجل لا شيء...
إنني أجزم أن السماء حزينة هذه الأيام وأن الحدائق افتقدت الأطفال وأن المدارس تبكي العلم...
وان الشوارع افتقدت الزحام وان النهار بات مملا كما كل شيء...
لكني لا أجزم أن الساعة آتية حيث يكون العدم.. وأن القادم أفضل.