للمتأمل لما يدور بيننا وحولنا وقريبا منا أو بعيدا ليس جديدا للقتل والتشريد، والوعد المهدور والتهديد بالذات لأمة الإسلام بلا تكلف ولا ملام! لو تبصرناه وتأملناه ببصر وليس انفعالا يفوق فعله لوجدناه من صنع أفعالنا، كل يبدأ بنفسه.
مسلمو لغة القرآن ومثلهم أعاجم غير العرب من الإسلام عنوانا بواقع مؤلم قدوة للآخرين بالفساد العام، ومزيد من الجهل وغياب الاحترام لقواعد وتوصيات وثواب وعقاب وارد بدستور الإسلام ومنهاجه لا يطبقه حاكم ولا محكوم، غنيهم وفقيرهم، صغيرهم وكبيرهم رئيسهم ومرؤوسهم!
الكل بذلك قدوة للنسيج المنتمي إليه بعيدا بجهالة ونموذج سيئ للمجتمعات الأخرى، ينظر الآخرون لنا باحتقار وازدراء نتيجة تلك القيم الهابطة والتصرفات العبثية دليل ذلك الأقرب لنا وحزمتنا يجاهر بكرهك لهويتك العربية وخروجك عن أدميتها، وهم منك وفيك بالإسلام والكتب السماوية عربية وغيرها! علة كل ذلك تردي التعليم وخراب مخرجاته والتمسك بالشكليات جهلا وترك الأساسيات منهجا، كما ورد بالقرآن العظيم ومعلم الأولين والآخرين نبينا الحليم، وتكرارها للماضي علماء ومختصي مراجعها أستاذ وعالم الاجتماع العربي المسلم ابن خلدون بمقدمته «كنز العلوم الاجتماعية وتحذيراتها لعصرنا الحاضر راجعوها تفلحوا»، وبمثلها للعصر الحالي د.مهاتير محمد المفكر السياسي المسلم رئيس وزراء ومؤسس ماليزيا الحديثة وطرحه وشرحه لما يحصل لنا اليوم كعالم إسلامي تعبث بمقدراته الأمم وليس فرنسا ماكرون أخيرا!
وكما ورد بالهدي النبوي الحكيم «مثلما تكونوا يولى عليكم!» فالجهل وارد والحماقة بيننا مركبة للمنادين بصوت مبحوح عال انفعالي «قاطعوا فرنسا ومثلها جداول مقاطعات سياسية تجارية ثقافية، رياضية تعليمية صحية، وغيرها للعالم الواسع لن تعود علينا حاضرا ومستقبلا بذنوبنا سوى بالخسران المزدوج ما دمنا لا نعتني بتعليم أجيالنا أصول تربيتهم ثم تعليمهم أساسيات العلوم الحديثة! دون تقاتل بزجاجات الخمارات! وأوكار القمار والدعارات! وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق! وهدر دماء الصحبة والأصدقاء بسيوف وخناجر المزارع والطرق البرية والشوارع وزهق الأرواح بعجلات الدفع الرباعي وتكرار دهسها طمعا بانتصار واسطاتها والفوز باللقب عندنا أمة الجهالة المركبة والتصويت بمقاطعة دول كانت يوما ما بتعقلنا صديقة لنا عدوة اليوم بتجاوز كل حدودنا وإسلامنا وأدياننا الكتابية المنادية بالسلام قولا وفعلا وليس بالتصويت وصراخ الساحات»! فهل نتدبر ونتبصر ما يدور حولنا من خلافات جعلت العالم حولنا ينبذنا ويكره أشكالنا وتصرفاتنا، جهالة ليس لها حدود وللإعلام بكل نسيجه ومسلسلاته وأفلامه وصحفه ووسائل أطروحاته دور كبير وأمانة عظيمة تتحملها برامج تدخل كل بيوتنا تخاطب أسرنا وأفرادنا، ومثلها منابر بيوت الله وخطبها الأسبوعية والموسمية، ومن يقوم بإعدادها وفارغ محتوياتها للدقائق المحددة لها كذلك لحاكمها ومحكومها سلطة تغيير أهدافها لو تأكدت نواياهم للإصلاح، الله المستعان للأمن والأمان العربي ودياناته السماوية.