منذ بداية جائحة فيروس «كورونا» وتمترسه في قارات الكرة الأرضية، تتناقل الأخبار العالمية على مدار الساعة ما يجري، ومعظمها حول إصابات ووفيات ومختبرات وتحذيرات، إضافة إلى خسائر وإفلاسات خطوط طيران عريقة، وبنوك عملاقة، وشركات مثلها تعزو كوارثها للفيروس المزعج!
لم يتطرق أحد إلى المؤسسات والجمعيات والجامعات الأكاديمية رغم الظواهر المستجدة على حياتهم اليومية وتغيرات عاداتهم غير عدوى التجمعات والتلاصق الوبائي! هذا بخلاف زيادة الترف الاجتماعي وبروز الجهل في بعض الأقطار والدول الغنية ماليا أثناء الكارثة، وعدم الوعي الكافي بتجنب مخاطر هذا الفيروس والتعامل معه لتخفيف سطوته عليهم كالدول المتقدمة ولو أن ما أصابها ليس بقليل! كما هو حاصل عندنا باستغرابه تعليما عن بعد «أونلاين»! والذي كانت بدايته سخرية بالذات من الأولاد بالمنازل ما بين معلم ومتعلم!
وظاهرة أخرى أشد تفككا للمجتمعات تمثلت في زيادة الطلب على الوجبات الخارجية بحجة الريچيم وهم بعيدون عنه في ظل زيادة أوزانهم! وضربت خطط آباء وأمهات وأسر كانت تهتم بتخسيس وتخفيف الوزن، لكن تلك الوجبات أربكت تركيبة الأسر وزادت من تفككها، يضاف لذلك النوم المعكوس نهارا والسهر مساء حتى شروق الصباح! أليس ذلك هراء وترفا وهدما لعافيتكم بغزارة جهلكم بالحكمة الربانية للتوقيت السليم علميا للنوم المساء والعمل نهارا كما ورد في الكتب السماوية؟! أليس ذلك إسرافا وغرورا يدور في فلك ترفنا الكارثي؟! وذلك الجهل وصفه الإعلامي السعودي الناجح أحمد شقيري بإحدى حلقات برنامجه الرائع لتعديل سلوك شبابنا، أما شيابنا فلهم الله، وسط هذه الأمواج العاتية، ظاهر الأمر عدالة وداخله نذالة، لعدم تقدير ذلك الكبير بما يستحقه ويعنيه كما هو حاصل في الدول المتقدمة، أبرزها ألمانيا في رعاية وعناية خلال الظروف الحالية.
يا جمعياتنا وجامعاتنا ومؤسساتنا الاجتماعية، هل فهمتم الرسالة؟ أشك بذلك! وأقترح وقف الإعانات الاجتماعية للمتهاون بذلك، وخصمها عنهم إلى حين تعديل الأوضاع المعكوسة عــندنا كما ورد بالرسالة «الله لا يغير علينا».