بسم الله الرحمن الرحيم: (إنك ميت وإنهم ميتون) صدق الله العظيم.
بالأمس، ودعنا قوافل من الشخصيات رحلوا لآخرتهم الربانية، وكل يوم يشهد توديع أعزاء لآخرتهم المحتومة، زاملنا منهم الكثير، وبالأمس القريب رحل الأخ سعود أحمد العصفور الذي كان رفيقا وصديقا وصاحبا مخلصا وفيا صادقا لا تفارق ابتسامته محياه وبشاشة وجهه وطيب محياه، على مدى 50 عاما وزيادة، تواصلا وعبادة وعطاء، نخوة وعزوة، وفزعة الوفي في كل المناسبات، كما وصفه صديق عمره المخلص برسالته بعد مفارقته رجل الأعمال السيد قتيبة الغانم، مشكور أبو أحمد العصفور وشقيقه مبارك يستحقونها دنيا وآخرة.
أما الأخ والصديق والجار والزميل عبدالله عبدالكريم الأصقه، رحمه الله، فقد كان لا يختلف عن سابقه بالرحيل خلال أسبوع، بعد أن عانى وواجه المرض بصلابة، وكان صابرا حين يلتقيك يبدو بابتسامته الودودة، وقفشاته المعهودة، ودعواته للصحبة الممدودة، حتى تحسبه خالي النفس والبدن عن «الوهن»، وتعريفها للجيل الحالي لغويا ألم المرض المزمن، حيث يعود بك «بومصعب» لتواريخ القرن الماضي من الخمسينيات والستينيات إلى السبعينيات، تذكيرك لما مضى وما فات للتواصل بالجولات والصولات بالبراري والكشتات، والبحر والرحلات، ثم الأسفار سياحة ودراسة وامتحانات، بزمنها الذهبي للمعارف الحكومية والوجبات شويخ الثانوية وقبلها متوسطة الشامية والكفتة والبرياني وكوب العدس والبدلات المدرسية والحلاق والمسرحيات والمباراة فردية وزوجية ومقاصف مدرسية وفروض الصلاة، يرويها لكم المغفور له بإذن الله بأنغام وكلمات سامري تلك السنوات!
هذا الأرشيف وزيادة عاصره جيل الراحلين بذهبية تلك السنوات زاملناهم وتابعنا حلاوتها ومرارتها ومقارنتها بحاضر السنوات ترفا بلا تحصيل ولا زبدة تعني ما دار بالماضي الجميل مع جيل سعود العصفور وعبدالله المنيع الأصقه ـ عليهما رحمة الله وغفرانه ـ ولذويهما الصبر والسلوان، والمعذرة للتقصير مع حبايب ذلك الجيل أحيائهم والأموات، ومع الظروف الكورونية ـ سامحها الله ـ التزمنا التوجيهات، مأواهم فسيح الجنات، آمين يا رب العالمين.