في القرون الماضية كانت هيبة قدوم رمضان تظهر قبله بثلاثة أشهر وتستمر بعد توديع الشهر الرباني الكريم ثلاثة مثلها، إذ يطغى الاحترام والالتزام الذي يتم تطبيقه أثناء شهر الصيام على مدى هذه الفترة طاعة وتقديرا واحتراما لشهر الصيام هذا الفرض الشرعي العظيم، وكان الالتزام يزداد في رمضان مزودا ببيان رسمي من الحكومة بالتأكيد على «عدم المجاهرة بالإفطار» في المواقع الرسمية، والطرق والأسواق والمقاهي والمطاعم وغيرها نهار يوم الصيام، ويلتزم الجميع بذلك من قبل المسلم المعفي والديانات الكتابية وغيرها بعدم تجاوز الذوق العام سواء من قائد سيارة أو وسيلة مواصلات، أو زوايا تدخين أو أنواع مشروبات يطبق على مخالفها حكم هذا التعدي بالحبس والغرامة للمساس والتعدي على حرمات شرعية.
لكن للأسف في الأعوام الأخيرة ترتكب مخالفات بحق هذا الشهر جهــارا نهارا بعدم الاحترام من قبل البعض مواطنين ووافدين تعدوا على قوانين الدولة! وأساءوا لحرمة الدين بحجة الحرية الشخصية !، فيرتكبون تصرفات إجرامية لهذه الفريضة الربانية ما يستدعي ردعهم بأشد أنواع العقاب!
والأدهى من كل ذلك إزهاق الأرواح كل مساء وصباح بتنوع جرائمها شبابا وشابات بتجاوزات أخلاقية! وجرائم قتل مروعة ومتجددة بأسلحة وبنادق غير مصرحة وسيارات تقاد برعونة في الشوارع في ظل توافر الكفالات المادية المدفوعة، والواسطات من متنفذين في مواقع مختلفة لكفالات وتسريبات غير قانونية بحجة أنهم شباب تحت السن القانونية لا تطبق عليهم الأحكام ولو أزهقت أرواح بريئة بجرائم وحشية، ووصفهم دون السن الخاضعة للقانون أو أنهم من خريجي العلاج النفسي ومدمني المخدرات والحبوب المحرمة الدولية بتعاطيها على مدار الساعات لأعمار في سن الزهور تخسرهم أشرف الأسر والمجتمعات!
والنهاية المؤلمة تداخل أداء المؤسسات المعنية بهذه الآفة ومحاربة الجاد من مراكز المعالجة بأطقم وطنية مخلصة ووفية لعلاج هذه الحالات ومحاربتها بفعل فاعل وحزم وعصابات داخلية وخارجية ترحب بزيادة هذه الحالات المؤلمة وخسارة أغلى الثروات المتمثلة فـــي شبابنا من الجنسين وتعريض أســـرهم لأقسى النكبات كونهم وقـــود هذه الانحرافات وما يطلق عليهم «قصر المجتمعات دنيا ودين ومردة فلول للشيطان الرجيم!».
والــسؤل لمـــن نتـوجه للبحث عن علاج هذه الأحوال ومنع تنامي آفاتها في ظل كثرة أخبارها اليومية المؤلمة خلال دوران عقارب ساعاتها. يا من بيدكم قرار محاربتهــا وبتر واقـــتلاع جذورها العدوانية على مدار السنوات قمتها الأشهر الحرم.. ودمتم سالمين.