مع تطور تقنية الاتصالات والتواصل الاجتماعي وتسارع المعلومات، وتداخل الأخبار، وتصاعد الأحداث والحوادث، وتطور المصطلحات والإشارات، وتغير رموز المعاني للكلمات بالعالم الواسع وغيرها، أصبح كبار السن في عالم النسيان، وصار كثير منهم يعاني الأمية فيما يدور حولهم عبر النقال وكنوزه! بالعربي الفصيح «ضايعين بالطوشة»، إلا من ندر منهم من يتمكن من متابعة هذا العالم السريع الواسع المتقارب، والشبيه بالقرية المتقاربة رغم القارات والصحاري والجبال والمحيطات التي تتسابق عليها الصواريخ والطائرات كبيرها وصغيرها في تقنية وقوة رادعة للبعيد عنها والقريب جغرافيا منها، خدمة لتلك التقنيات!
ومن أمثلة التقنيات الحديثة، تطور جهاز النقال ليشمل برنامج «الأمن والسلامة» تنبيها للحريق، وتحاشيا لانفجار شاحنك أو سرقة منزلك، وتنبيهات الاستيقاظ! وغيرها الكثير من الأمور لا يعلم عنها كبار السن شيئا رغم أنهم الأحوج إلى دخول عالمها عبر تفاصيل لا تقتصر على شرح مصطلحات الهاتف، لكن يجب على وسائل الإعلام الرسمية سواء كانت مسموعة أو مرئية أو مقروءة أن تقدم برامج يومية مبسطة ومشروحة كالأخبار الجوية للطقس والعزاء والمناسبات الاجتماعية اليومية والأسبوعية تخصص لكبار السن كما يحدث في الكثير من الأقطار المتقدمة والبلاد الصناعية، حيث يتم توفير مثل هذه البرامج لتقديم الخدمة الإنسانية لهذه الفئة.
ولابد من اختيار وإعداد هذه البرامج بعناية تعميما للفائدة عن الأحداث والحوادث الأقرب لكبار السن، (بركة الأجيال المتعاقبة للأمم الواعية)، تحاشيا للكوارث البيئية والاجتماعية مع تطور هذا الجهاز الساحر وتطبيقاته المهمة لكبار السن وأمثالهم أصحاب الهمم الإنسانية! وتفاديا لبرامجه المدمرة السلبية التي قد تتسبب في توسع الجريمة، وتزايد دمار الأسر والأخلاق بين الأجيال والبعد عن الاستقامة، فهل تنتبه الجهات المسؤولة عن الأجهزة الإعلامية، وتقوم بالإعلان بلغة مبسطة ولهجة مفهومة لهذه الشريحة ولو «بالشعبية» لتقليص مستوى الأمية التقنية لتكون الشرهة منكم لهم وليس العكس يا عيالها، بكافة مواقعكم، وتحفيز الخبراء بهذه التقنيات للتطوع مشكورين لتوضيح سبل الأمن والسلامة في استخدام النقال الحديث؟! طالت أعماركم جيلا بعد جيل، وبسلامتكم.