خبر وفاة سيدة قصور المملكة المتحدة لإمبراطورة لا تغيب عنها الشمس، له أحزان مشتركة، نظراً لجهودها عبر قرون وحتى الواقع الحالي، وبالذات بصماتها عالميا تعني الكثير، لعلها الملكة إليزابيث، والتي جاء وداعها الأخير بأمر الله في التوقيت المناسب مع فصل الصيف، وبعيدا عن الأوضاع المتردية عسكريا وماليا بحروب مدبرة تعني البشرية كافة، غابت عنها ملكة الشمس المشرقة والتي لا شك كانت تربطنا بها علاقات قوية محلية ودولية لهذه الصيفية وقبل استقبال الشتوية بتشكيلة إنجليزية رجالية بعد 96 عاما عمر الملكة الأم لينتقل الحكم إلى ابنها الأكبر بقامة شامخة.
أما صيف العالم الواسع بالذات هذا العام فتصاحبه الكثير من الكوارث والآلام، بيئية، طبيعية، عسكرية، ومدنية جفافها طال بلادا كثيرة كانت ترتع بأجواء معتدلة في الأعوام الماضية، لكنها بأمر الله تدنت هذا العام للأشبه تماما بالقارات الأفريقية، والكوارث الآسيوية كما تناقلتها الأخبار.
أما إقليم البلقان وتحديدا يوغسلافيا السابقة بكل مواقع فخرائطها مفككة، ومحزومة، كان الاعتدال سيد أجوائها، تشكلت فيها بالذات للمدن البوسنية مجاميع وجماعات سياحية أشبه بالأوروبية تنظيما وترتيبا رغم محدودية ثقافتهم السياحية أحيانا في التعامل العفوي لندرة الإمكانات، لكنها تعدله بقفزة دعم ومعونة عربية عامة ومسلمة، وغير هذه الدول تعنيها البوسنة بثرواتها الطبيعية حيث تشييد المولات الراقية، والفنادق الفاخرة، والطرق والأنفاق الدولية، ومدن التسلية، والرياضة، والعلاج الطبيعي وغيرها جعلتها في مصاف مدن أوروبا من جوارها ووسطها وأخوة لها أبرزها تركيا الحديثة ودعمها الشامل مناحي كثيرة تنتعش لها سياحة الصيف، والشتوية تزحلق جليدي وتسلق جبلي ورياضات عامة لها جماهيرها ونظمها، تنامت هذه الصيفية أخبارها.
وكما يقال لكل شيء بداية يختم بنهاية قابلة للتجديد، تأهبت قوافل سياحة هذا الصيف للرحيل واعدة وموعودة لأعوام قادمة بإذن الله بحلة أفضل وروح سياحة أشمل مع إدارات لها باع بثقافة وثروة سياحة غنية بالتجديد، إن شاء الله.