مصانع الرجال ومعامل التعليم والتربية لاتزال بأجواء أتعس بعد فيروس «كورونا» الكريه مع بداية ونهاية كل عام دراسي، بسبب قلة التفكير، وقلق التدبير بالتهيئة لعام دراسي مستقر ينذر بالنجاح المطلوب، وترجع الأسباب إلى:
قلة العمالة المختصة بنظافة مواقع المدارس بالمحافظات الست والمدن التابعة لها، مما يضطر هيئة التعليم والتدريس إلى الاستجداء بـ«التبرع» بما يسمى شعبيا «قطية» من جميع عاملي وموظفي المدرسة لتأجير عمالة الطرق والشوارع! لتتولى نظافة مدارسهم، بما فيها أجلكم الله حماماتها المتعفنة ومقطوعة الخدمات من المياه الموصولة إليها نتيجة توقف صيانتها لهروب العمالة بعد تسلم مقدم الصيانة و«ترك القرعة ترعى»! مما يضطر الطلبة بكل مراحلهم إلى الإمساك عن استخدامها يوميا لقضاء حاجتهم حتى نهاية دوامهم، وخاصة في المدارس الحكومية للأسباب سابقة الشرح، والطرح!
وهذا البداية تنذر بعام دراسي متعثر للطلبة والطالبات من مختلف الأعمار نتيجة عدم نظافة مدارسهم، وصيانة خدماتها المؤجلة، من تكييف وكهرباء وتوقف تدفق الماء إلا برحمة رب الأرض والسماء، مع دلوق سهيل بأمطاره الموسمية!
فهل يعقل هذا الهراء الملازم رغم تباشير الإعلام بوسائله المختلفة أنه عام دراسي ناجح لولا دخول واحتلال بعض المدارس للانتخابات البرلمانية وترحيب الجميع بمواسمها المتلازم بدخول العام الدراسي لو تأجل تاريخ بداية العام الدراسي الحالي لما بعد الانتخابات، أو استبدالها بخيام عملاقة كما هو ربيع البر كل عام ودمج الطلبة بها ليرتاح الجميع من غبار المدارس، ومستوى حماماتها العفنة لإجبار طلبتها على تحمل «وساختها» حتى نهاية اليوم الدراسي التعيس كما أوضحنا أسبابه السالفة!
لا نملك سوى الترحم على أرواح فرسان القرن الماضي بالوزارة المعنية، ووكيلها الراحل المغفور له بإذن الله د.حمود السعدون ومن زامله، إعدادا واستعدادا طول كل عام تحضيرا للعام الدراسي التالي لضمان تكامل الإعداد له إلا ما ندر من بعض السلبيات!
عسى مأواكم الجنة وفاء وعطاء لا تنساه الأجيال معلمين ومتعلمين، وقيادات تقوم بواجبها بدلا من «عودة حليمة لعاداتها القديمة» كما يحدث بمدارس الحكومة الحالية! التي صارت طاردة الأعداد والاستعداد صوتا وصورة أمام العالم الواسع والأقرب للمدارس الأهلية أفضل منها شوية!