بالمناهج الدراسية المتعاقبة علينا روايات ومواقف وتصفيات قرون وحضارات قد لا تعنينا أمورهم، ولا نعلم تحصيل أو قدوة أمثالهم لأجيالنا نتابع فلسفة يونانية، أحد أبطالها سقراط الحكيم كما أطلق عليه ودوافع كرهه من أمته، انتهى ذلك بتنفيذ حكم إعدامه لمساسه هالة ألهتهم بعباراته الفلسفية، ترافع ودافع عنه أجيال اعتمدت براءته وصحة دعواته بعد طوال سنوات نهايته وأسفهم على ذلك الفيلسوف الحكيم في زمن لا يعرف ولا يعلم أن للأجيال الحالية مخرجات تعني تسرع الأحكام والإعدامات الفعلية بتلك الشريحة المجتهدة لإصلاح أحوالهم آنذاك!
ولأمتنا لله الحمد كتب ومراجع سماوية تعني حكمة ربانية لخالق عظيم يعين على ما مضى، وكل ما هو آت بكل الظروف وأقرب الأعوام والساعات، ومع ذلك للأسف قد تعدم عندنا معنويا نخبة العقول والكفاءات رغم ما لديها من نزاهة وإخلاص وعطاءات قولا وعملا، فكثيرا ما نرى أصحاب إبداعات لا يجدون من يسندهم ويشد أزرهم والاستفادة من أطروحاتهم، لوضع نماذج تحصيل في ميادين الأداء وتعديل المائل بالمؤسسات المختلفة في أحلك الظروف والمناسبة، وبالتالي فإن أصحاب هذه الكفاءات يتم إعدامهم معنويا، وضياع جهودهم، وتسفيه أطروحاتهم وإنجازاتهم، بالحكم القاسي عليها رغم بروز ملامح نجاحها للماضي والحاضر وللقادم ذخرا ورصيدا ينفع أجيالنا بشتى مناحي الحياة.
فكم سقراط الحكيم عندنا تلقى مطبات وإحباطات وأحكاما مغلوطة للأسف لم تجد من ينتبه لها ويقتنع بصحة أدائها بعد ضياع فضيلة سلامة أدائها بسبب إيكال الأمور لغير أهلها كما يقول هدي رب الأرض والسموات وقدوة أنبيائه بتبيان صفاء مقاصدهم بعد ضياع تميزها ما بين الحق والباطل، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وبه نستعين على كل شيطان رجيم.