خلق الله سبحانه آدم ليعمر الأرض ويكون خليفة فيها، فتكاثرت ذريته وانتشرت لتملأ أصقاعها وأرجاءها، حتى صار العالم إلى الوضع القائم حاليا: دول كثيرة وشعوب متعددة يجمعهم جميعا أنهم أبناء لأب واحد ويفرقهم اختلاف الألسن والثقافات والمعتقدات، يقول الله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) (الحجرات - 13). السفر للسياحة والسير في الأرض هو من أهم تحقيق هذا التعارف، فضلا على ما للسفر من مزايا أخرى، حتى قالوا إن للسفر 7 فوائد. خلال الفترة الماضية، طالعت على صفحات «الأنباء» سلسلة من الحلقات السياحية خطها الأستاذ يوسف عبدالرحمن (أبومهند) فجال بنا والقراء على مدى 9 أيام في عدد من البقع السحرية في العالم، تعرفنا خلالها على أماكن رائعة وشعوب وثقافات غنية.
فبدءاً من براغ عاصمة التشيك ومرورا بكوبنهاغن العاصمة الدنماركية وكل من إيدفيورد وجيرانجير واليسوند في النرويج ثم غوتنبرغ السويدية، حطت بنا هذه الجولة السياحية الماتعة في أرض عزيزة علينا هي تركيا لتكون المحطات الثلاث الأخيرة في إزميت وسبانجا وإسطنبول.
وحقيقة، فإن هذه التقارير تمثل مرجعا مبسطا للمعلومة والتعريف بهذه الأماكن مزودا بصور لمناظر خلابة ومناطق تسلب اللب لجمالها، لكن الجزء الأخير منها له أهمية خاصة، حيث يلقي الضوء على مدن 3 في بلد يجمعنا به الكثير مما يندرج تحت الثقافة الإسلامية، لاسيما مع ظهور بعض الأصوات التي تروج لحوادث فردية تشي بالعنصرية، فمثل هذه الأصوات يجب عدم تضخيمها والتركيز عليها، بل يجب زيادة مساحات التقارب بين الشعب الكويتي وهذه الشعوب، وكذلك معالجة أي مسائل تشوب علاقات الود والتقارب التي تجمع الكويت بالبلدان المحبة مثل تركيا والدول التي تشبهها.
ولعل هذه قيمة أخرى تضاف إلى هذه الحلقات الجميلة، فبالإضافة إلى التعارف يتحقق التقارب، عسى الله أن يجعل كل أيامنا جميلة ويعلمنا ما ينفعنا ويقربنا مما يرضيه، الله آمين.