أسعدني ما شاهدته عندما طالعت تقريرا للجيش الكويتي عن إنشاء محمية زراعية في البلاد الهدف منها تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأغذية لمختلف قطاعات الجيش.
ويمثل إنشاء هذه المحمية، التي تقدر مساحتها بنحو مليون متر مربع، خطوة مباركة في طريق توفير المنتجات الغذائية، وهو أمر مهم في مشوار تحقيق الأمن الغذائي والعمل على تقليل الاعتماد على الاستيراد وهو هدف استراتيجي ينبغي العمل على تنفيذه، فقد تمكنت هذه المحمية في العامين 2022 و2023 من إنتاج 30 طنا من البصل ومثلها من الباذنجان و42 طنا من البطاطا و50 طنا من الطماطم.
ويأتي ذلك في إطار استراتيجية الكويت الفعالة لتحقيق الأمن الغذائي التي أطلقتها في العام 2021 وتعتمد على عدد من المبادرات والركائز، لاسيما بعد الأزمة الغذائية التي ضربت العالم من جراء تعطل سلاسل الإمداد الناتجة عن جــائحة «كورونا»، لا أعادها الله.
كذلك فإن مميزات هذه الفكرة أن هذه الزراعات تساعد في زيادة الرقعة الخضراء في البلاد وهو ما يساهم في تلطيف الأجواء، لاسيما أننا نعاني في أشهر الصيف من القيظ الشديد بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
نتمنى أن تتوسع هذه الفكرة ويتم تطبيقها على نطاق أكبر، بحيث تقوم جهات أخرى بتنفيذ خطوات مماثلة، ما سيسهم بالتأكيد في توفير الغذاء وزيادة المساحات الخضراء.
أخص بالذكر هنا الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية التي من صميم عملها الاهتمام بالغطاء النباتي، وهي الأكثر خبرة في هذا الشأن لأنه مجال عملها، وبالتالي يمكنها تبني مشاريع مماثلة، وزيادة الإنتاج من التربية الحيوانية والأسماك كذلك، إن أمكن ذلك.
كما نتمنى مزيدا من الاهتمام بعملية تشجير الطرق والشوارع في الديرة، حتى يكون الجو ألطف والمنظر أجمل، والقادم بإذن الله أحلى.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وسوء.