في عالمنا الحالي بالذات، للأمانة وللأمين أوصاف حددها الهدي الرباني العظيم، والنبوي الحكيم لثقل ميزانها، وتركيز أركانها، وعلو مكانتها، وسمو شأنها، لدرجة تبرئة منها وعنها السموات، والأرض، فحملها وتحمل تبعاتها الإنسان، كما ورد وصفه بدستورنا السماوي القرآن الكريم، بأنه (كان ظلوما جهولا) صدق الله العظيم.
باختصار تلك المقدمة المتواضعة للعنوان الكبير والموضوع الشاسع بعالمنا الواسع عبر دهوره والأزمان، وتعاقب الأمثلة والعنوان لتلك الأمانة حتى بلوغنا إياه لما نسمع ونقرأ ونتكلم ونتحمل ونتألم لتسميات تلك التجاوزات والمحظورات عنها ولها كأمانة ما يطلق تسميته «كخائن لتلك الأمانة أيا كان موقعه، وصفته ودرجته، وسلطته بأنه شاطر بتملك أرصدته، وسطوة قيادته، وتجريم سلطته، وغيرها كثير لكنه شاطر بعكس حروفها اللغوية واعتباره ناجحا بلا حساب دنيوي ولا عقاب قانوني ولا سلطة تردعه عن تلك الشطارة»!
وتغيرت القاعدة بعصرنا الحاضر للمدح دون القدح والذم القانوني لذلك الشاطر المشطور عن مكانته ودرجة تعزيز شأنه رغم خيانته العظمى لكل قواعد سلوك البشر الحالي، ونتمسك بالتعبير عن تلك الصفات لخيانة الأمانة، بكلمات سيدة الطرب والنغم والكلمة للغناء العربي الراحلة أم كلثوم: «اروح لمين، وأقول يا مين، ينصفنا منك؟!».
أيها الخائن غير الأمين بكل مواقعك الرسمية والشعبية جماعية وفردية، أبسطها بقيادة مركبتك بالتقاطعات المرورية وعدم تركيزك، وانتباهك، أو تجاهلك للوحة جميلة امامك واضحة التوجيه والمعاني تعني كل أمورنا للأمانة وتطبيقها فتقول «افسح الطريق، وأخرى تمهل، وثالثة قف تماما احتراما للآخرين والقانون وتطبيقه، بكل حالاته»!
لكنها الغفلة، ولا حياة لمن تنادي بأمانة عيال بلادي كافة، والمكابر بالتلاعب بأمانتها كما يكشفون، ويهددون؟! ويطبقون أحكام القانون، وبينهم من يخون كل الأعراف، ويتجاوز القانون باسم سلطته! وسطوته؟! وظهره المسنود بفطريات عبثه ولعبته غير الأمينة؟! فإنه إن فلت منها بقوته واستدام فإن فوقه خالق عينه لا تنام وسينتقم منهم شر انتقام مهما كبر وهم بالقصائد والكلمات الشعرية والإعلامية، بنهايتها لهم شر انتقام. آمين يا رب العالمين، ببركة شهورنا الكريمة، وعظمة شهر الصيام قولوا آمين لكم ثوابها أجمعين.