تواصلا مع الأحبة القراء بعد المقالة الراقية للزميل د.عصام الفليج عن قضاء العيد بعيدا عن الأوطان زمانا ومكانا، فقد جربناه بمسافاته الطويلة في «فيلادلفيا، تلك المدينة العريقة بالولايات المتحدة الأميركية عبر محيطات وبحار وقارات، وما عشناه حالات كما شرحها د.الفليج في مقالته الكريمة لوجود جاليات مسلمة ومواطنين مسلمين أكثر تكاتفا وتماسكا وتلازما بأساسيات ومعنى عيد الإسلام في عواصم عملاقة لا تنام بل تنورها أعيادنا بالخارج بمسلميها رغم تداخل ديانات أخرى، والالتزام بضوابط أمنية تحافظ على توازنها سلميا.
كما قضيناه في أقرب منها بجمهورية البوسنة وسط أوروبا هذا العام وعشنا مظاهر العيد للجاليات الأكبر عددا للإسلام بشعائرها وتكبيراتها المعتادة، دون تحيز ولا استفزاز، لذلك الوضع في دولة يفترض أنها مسلمة لتداخلها بتركيبة ديانات أخرى لها جالياتها، لكن نبرة أعيادنا كما هي لله الحمد وجهود مراكزها الإسلامية الحضارية سلاما بسلام.
لكن هناك بعض المظاهر المؤلمة المفروضة على نظام الدولة البوسنية من جالية خارجة عن تعاليم كل الأديان بمسماهم (الجبسي) - (ومثلهم في بلادنا العربية النور!) وسوء استغلالهم للأطفال للاستجداء والشحاذة المهينة بتسخير أطفال أبرياء، حفاة عراة مبهدلين، يرددون السلام وكلمات أعيادنا، ومواقع ديننا بغية الكسب المالي مع تراتيلهم المعتادة لدرجة أن أحدهم سحب 6 أطفال خلفه! بدموعهم وصياحهم البريء، لكسب مبلغ تريده مجموعاتهم باسم الإسلام!
تاهت الرقابة عليهم من أجهزة الدولة الرسمية الأمنية! شوهوا بذلك المناسبة وإنسانية أطفالهم بلا عقاب ولا محاسبة، كما وصفتها إحدى السيدات الأجنبيات السائحة من بلاد أوروبية راقية بوصفها المشهد (كارثة إنسانية!) ليتهم بهذه الدولة الجميلة ينتبهون لها ومنعها بضوابط جادة، تعني كل دياناتها الكتابية وحزمها بالذات لمثل هذه المناسبات الربانية! أما في الدول العريقة الإسلامية، أجنبية اللغات والعربية قاطبة، فلله الحمد الأوضاع مستقرة رغم تفاوت مستوياتها المعيشية لهذه المناسبات الدينية الإسلامية.
يا دكتورنا الفاضل، قبل الله دعواتكم، أمنا وأمانا للبشرية كافة وأعيادها حسب عاداتها، آمين يا رحمن يا رحيم.