لا يختلف أو يتردد عاقل مخلص وفيّ لوطنه وأمته وأمنه وأمانه في القبول بأداء الواجب العسكري وشرف رمزه ومساهمته بالروح والدم وأغلى ما يلزم لرد واجب الوطن عليه، بأفضل ساحة وأوسع مساحة للهدي الرباني العظيم، كما نصحنا نبينا الكريم، طاعة للخالق وواجبا للمخلوق ولي الأمر الوفي لأمته وتراب ديرته، فالتربية العسكرية كما وصفتها معاني وحروف وكلماتها لغويا، بين كل الأمم والشعوب والدول تعني أعلى مراتب الطاعة للأرض والعرض بصناعة أفضل الرجال وكذلك أخواتهن لأجيال تترفع عن الترهل والترف والغرور والتغني بأمجاد الأهل والأجداد دون تفعيل للقيل والقال.
والخدمة العسكرية تصنع الإنسان المثالي لكل زمان ومكان، ليكون متكامل الأركان مستعدا للنفير العام في أحلك الأيام لردع العدوان، ونشر الأمن والأمان مهما تكتلت ضده مواقع العدوان! هذا ما تعده معاهد ومراكز ومدارس وجامعات وأكاديميات التربية العسكرية العالمية المتقدمة، إعدادا واستعدادا لخلق جيل له ولاء وانتماء لله ثم للوطن وولاة الأمر قيادة وقادة، تبدأ من أسرته وعائلته، وتتواصل مع الأسرة الأكبر بنسيج وطنه المنتمي إليه، وعالمه الأقرب إليه بكل طاعة وقناعة.
فنحن أحوج إلى كل ما يعني عيال ديرتنا، أجيال هذه الأيام، في ظل الأحوال المحيطة بعالمنا القريب والواسع تواصلا،
ولا بد من التكامل في إعدادهم دون إفراط ولا تفريط بأرواح طاهرة، زكية كثروات وطنية، داخل مصانع الرجال العسكرية لهم خصوصياتهم البدنية والنفسية والاجتماعية! ولا بد من دراسة كل الأمور بدقة وفرزها وتوجيهها، وتأهيلها، كل وفق طاقاته وانتماءاته البدنية، واستعداداته البيولوجية والفسيولوجية، لتأهليه للقالب العسكري المطلوب، تحاشيا لظروف معاكسة تهدر فيها الجهود والطاقات قد تفقد بسببها الحياة للطالب المجند بمسمى عسكري! وتضيع الأهداف المنشودة لهذه التربية الموعودة!
لكننا بين فترة وأخرى نجد أنفسنا أمام حوادث في هذا الميدان، غير مناسبة لهذا الإعداد والاستعداد وهو ما يحتاج إلى دراسة متأنية دقيقة، لرصد ومتابعة أي سلبيات وتحري الإيجابيات للصالح العام وخدمة المجتمعات، وفلذات الأكباد وصالح البلاد وكل العباد، يرحمكم الله والأرواح الزكية الساقطة بميدان التربية العسكرية التجنيدية الحالية! والاعتراف بالحق فضيلة، مدنية - عسكرية بلا اجتهادات غير واقعية وعشوائية! بأسماء دون مسميات كما تؤكدها دراسات عملية بذلك الميدان العسكري المتقدم إعدادا واستعدادا! طالت أعماركم لله والوطن والأمير حفظه الله ورعاه.