من هدي الخالق سبحانه عبر دستورنا العظيم (القرآن الكريم) الاهتمام بتنمية الإنسان تعليما وتهذيبا وتربية وتوجيها، كما ورد عبر آيات بينات، وتبع كل ذلك منهاج معلم الأولين والآخرين نبينا الهادي الأمين، قدوة لكل أمة فردها وجماعتها، بكل حزمتهم، لذلك نتابع ما حولنا قريبهم وبعيدهم، ليس تطاولا بالعمران، أو أرصدة للأموال أو العصبة الجاهلية أو جمال المنظر أو الجوهر! لكنها تقاس بتربيتها وأخلاقها، واهتمام ولاة الأمر بكل ذلك منذ نعومة أظفار أجيالها حتى تأهيلهم لدخول معترك حياتهم، وحصاد ما تم بذره وزرعه بمصانع تربيتهم وتعليمهم ليكونوا للدول سندا ودرعا واقية لحاضرها ومستقبلها بقوة عقولها وسلامة أعدادها واستعدادها دون جهل يلف أولها ويقضي، لا سمح الله، على آخرها.
من هذه المقدمة المتكرر طرحها وشرحها بكل المناسبات، ومع بداية موسم الأجيال الحبيبة، لمصانع تربيتها وتعليمهم، ليكون بإذن الله سبحانه جاذبا وليس طاردا للمعلم والمتعلم في قوالبه حسب مراحله ومستوياته وتخصصاته بعد توقفه الموسمي بإجازة التقاط الأنفاس، كغيرهم في البلاد المتشابهة معنا بظروفها للقريب جغرافيا بجوارنا، وللبعيد تاريخيا وجغرافيا واجتماعيا وثقافيا باختلاف عاداتنا وطباعنا، لكننا نتقارب معهم بإنسانية التركيب، ومستويات التحصيل سلبا وإيجابا! يحتاج إعدادا واستعدادا بنوعية المعلم ومستوى تحصيل المتعلم وقدرة المكلف بالتعليم والمتلقي للمادة والمنهج! علما أننا تحت تركيبة متساوية بالخلق والخليقة، لكن المناهج والأساليب المتطورة تصقل ثروة الطالب وتفجر مكامن إبداعاته المكبوتة، المحزنة داخله! ليقارن ذلك بتحصيل ناعمي الأظافر من فلذات الأكباد لاستيعاب معلومات وتحصيلات برامج النقالات بحداثتها، وغزارة ثرواتها دون إجهاد واجتهاد الفصل، والكتاب والمنهج المدرسي المرهق أعدادا واستعدادا يبلغ الملل والضجر، وعدم التقبل، ليضطر البعض لطاقات الدرس والمدرس الخصوصي (آفة أجيال هذه الأحوال المرتبكة!) لتحاشي كل ذلك ومن واقع خبرة الواقع الملموس نقترح لمن بيده القرار التربوي، التعليمي الاهتمام بنوعية المعلم، لإصلاح حال المتعلم، لأن التعليم أوالتدريس مهنة لا تصلح لمن يعتبرها وظيفة، وأكل عيش فقط لا غير، يتعرض للحاجة الماسة والطلب للتسويق! لتنعدم وتنهدم كل قواعد وأساسات نقاوة التعليم السليم! يزعل من يزعل، ويرضى من يقبل بخسارتها يا أهل الغيرة لعيال الديرة الرايحين فيها لعدم غربلتها، وبحث بلاويها لأجيالها خريجي «عدم تصفح وقراءة جريدة أو عنوان دكان، أو دعاية وإعلان طريق سريع أو برنامج تلفازي بدعاياته» طالت أعماركم يا لجان التعاقدات الموسمية الخارجية لمعلمي ومعلمات اللفظ المزدوج بتداخلاته وأخطائه وعباراته لمسلسلات مسابقات رمضان الكريم كل عام، والشاطر يفهم المقصود غير الهنود! ودمتم!