لو تتبعنا باهتمام مولد وتاريخ رفع الأذان مع بزوغ فجر الإسلام ومنهاجه وتدرجه وفق وحسب تعاليم وهدي نبينا الحليم ذي الخلق العظيم لاكتفينا بقناعة وطاعة بما أمر به محمد بن عبدالله ومن جاءوا بعده من عباده الصالحين، واتبعنا في عالم اليوم منهاج الحرمين الشريفين لهذا الأداء المهيب الراقي، ومثلها كقدوة بلاد إسلامية تتقدم علينا كثيرا في هذا النداء العظيم كماليزيا وتركيا وإندونيسيا وأمثالها في مختلف قارات الأرض، دون تجريح بحق هذا النداء القدوة لكل مؤمن فردا وجماعات، في تلبية هذا النداء بتناغم الأداء وعذوبة سماعه بلا ضجيج غابة ميكروفونات تضخيم الأصوات، ولا نبرة أعجمية تكسر هيبة لفظ الكلمات بلسان ليس عربي، طلب منه قسرا رفعه داخل الجامع أو أركان مصلى أو زاوية أسواق مزدحمة بذريعة الإسراع لبلوغ وقت الصلاة، من خلال تسلط كبير على من يصغره بالأداء لإقامة النداء والصلاة بجهل يخالف السنة النبوية، وجهل من المسؤولين عن المساجد والمصليات بديرتنا أو من الجهلاء بأهمية ذلك النداء دون أخطاء في الأداء، رغم كثرة موظفي بيوت الله بحجة توفير تلك الوظائف، فأحيانا نجد ترهلا في الأداء من هذه الأصوات وعدم مراعاة أمانة قدوتها في بيوت الله مباشرة! فمن يتابع الأذان للفروض الخمسة في قلب العاصمة بالجوامع والمساجد وأحيانا التلاوة خلال الصلوات سيدرك أن لفظ الجلالة يذكر ويردد أحيانا بأسلوب غير صحيح، وفي أوقات مختلفة وأصوات عالية رغم تقارب وتباعد تلك المواقع أمتار قليلة فيما بينها، ولن نكرر وصفها صوتا وصورة، وهذا يتطلب من المعنيين بذلك ترتيبها وتدريب أصحابها ورفع أسلوب أدائها، يرحمكم الله تلبية لتعاليم ديننا الحنيف وخدمة لمواطني الدولة ووافديها من موظفي الوزارة وإداراتها الموقرين لما يعني دنياها وهيبة عمود الدين..الله يوفقكم للخير.