بسم الله الرحمن الرحيم: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) صدق الله العظيم.
يوم الاثنين الماضي ومع غرة شهر جمادى الأولى 1440هجري الموافق 7 يناير 2019، ترجل فارس وفيٌّ من ميدان اللغة العربية والتربية الإسلامية وساحة تربيتها وتعليم أجيالها، ابن وفيٌّ مخلص من أرض الكنانة ولادة وتعليما ومهنة، تركها في ستينيات القرن الماضي ليكمل مسيرته بدولة شقيقة أحبها وأحبته بكافة أهلها الكويت منذ بداية نهضتها، شاركهم أفراحها وأتراحها، برصيد غال وعال وثمن من التقدير المتبادل طيلة رحلته بها حتى مغادرته القسرية لها بحكم الشيخوخة وتقدم السن وتاريخ دخولها عام (1963 ميلادي وحتى ـ 2016م) تاركا ذلك الرصيد الكبير من العطاء عبر أجيال وأجيال متعاقبة طلابا ووزراء وقياديين وغيرهم يشهدون له بعظيم الخلق وغزير المعرفة وإنسانية التعامل التربوي المثالي. إنه المربي الكبير محمد شمس الدين عبدالحافظ، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، ليختم بتاريخه السالف أرقامه أنه مثال للأمانة والعطاء التربوي الصادق للجيل الذهبي كعصره الذي قضاه ببلده الثاني الكويت لا يحتاج لشرح ولا تفسير ولا توضيح أكثر من كلمة وداع لأمثاله، حسمها الموت الحق لكل مخلوق يقبل إرادة الخالق، في هذه اللحظات نرددها له وأسرته الكريمة خاصة وللأسرة التربوية التعليمية عامة «إنا لله وإنا اليه راجعون»، لوداع أبي أسامة، وندعو الله أن يكون إلى جنة النعيم مع عباده الصالحين بشفاعة سيد المرسلين يوم الدين، عظم الله أجركم بفقيدكم الغالي يا أهلنا بمصر الكنانة والكويت.
مفتاح الأمانة كما أوصاني بها شخصيا لدى زيارتي إليه في بيته الشهر الماضي بمدينة نصر مرددا «أوصيكم خيرا بالكويت وأجيالها تربية صالحة وتعليما نافعا بتحصيل مثمر» جزاك الله خير وصيتك أستاذنا الكبير.